تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٦٦
وكنا مسلمين * (42) * وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كفرين * (43) * قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين * (44) * ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صلحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون * (45) * قال يقوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون * (46) * قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون * (47) * وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون * (48) * قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون * (49) * ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون * (50) * فانظر كيف كان عقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين * (51) * فتلك بيوتهم خاوية) * بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون * (52) * وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون * (53) * ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون * (54) * أئنكم لتأتون الرجال شهوة
____________________
وكنا مسلمين) قول سليمان أي أوتينا العلم بالله وقدرته قبلها وكنا مخلصين له أو من كلامها أي أوتينا العلم بقدرة الله وصحة نبوة سليمان من قبل هذه المعجزة أو الحالة بما سبق من المعجزات (وصدها) قبل ذلك عن الإسلام (ما كانت تعبد من دون الله) أي عبادة الشمس أو صدها الله أو سليمان عن عبادتها (إنها كانت من قوم كافرين) نشأت بين أظهرهم (قيل لها ادخلي الصرح) القصر أو صحن الدار وكان من زجاج أبيض وأجري تحته ماء فيه سمك فجلس في صدره على سريره قصد به تهويل مجلسه (فلما رأته حسبته لجة) ماء غامرا (وكشفت عن ساقيها) لتخوضه فوجدها أحسن الناس ساقا وقدما إلا أنها شعراء فأمر الجن فعملت لها النورة (قال) لها (إنه صرح ممرد) مملس (من قوارير) من زجاج (قالت رب إني ظلمت نفسي) بعبادة الشمس (وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) فتزوجها وأقرها على ملكها وكان يزورها كل شهر مرة فيقيم عندها ثلاثة أيام (ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن) بأن (اعبدوا الله) وحده (فإذا هم فريقان) مؤمن وكافر (يختصمون) في الدين (قال يا قوم لم (1) تستعجلون بالسيئة) بالعذاب بقولكم ائتنا بما تعدنا (قبل الحسنة) قبل الثواب وقد مكنتم التوصل إليها بأن تؤمنوا (لولا) هلا (تستغفرون الله) بأن تتوبوا فلا تعذبون (لعلكم ترحمون قالوا اطيرنا) تطيرنا أدغمت التاء في الطاء ووصل بهمزة أي تشاء منا (بك وبمن معك) وباتباعك وكانوا قد قحطوا (قال طائركم) سبب شؤمكم (عند الله) وهو قدره أو عملكم المثبت عنده (بل أنتم قوم تفتنون) تختبرون بالرخاء والشدة أو تعذبون (وكان في المدينة تسعة رهط) ميز به التسعة لأنه بمعنى الجمع وهو من الثلاثة إلى العشرة أي تسعة رجال (يفسدون في الأرض ولا يصلحون) ولا يخلطون إفسادهم بصلاح (قالوا) فيما بينهم (تقاسموا بالله) أمر أو خبر بدل أو حال بتقدير قد (لنبيتنه (2)) بالنون على التكلم أي لنقتلن صالحا وقرئ بالتاء على خطاب بعضهم بعضا (وأهله) ليلا (ثم لنقولن (3)) بالقراءتين (لوليه) لولى دمه (ما شهدنا مهلك (4) أهله) بضم الميم مصدر أو زمان أو مكان من أهلك (و) الحال (إنا لصادقون) إذ الشاهد غير المباشر بزعمهم (ومكروا مكرا) بهذا التدبير (ومكرنا مكرا) بمجازاتهم بإهلاكهم (وهم لا يشعرون) بذلك (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية) خالية أو ساقطة حال عاملها الإشارة (بما ظلموا) بظلمهم (إن في ذلك لآية) لعبرة (لقوم يعلمون) فيعتبرون (وأنجينا الذين آمنوا) صالحا ومن معه (وكانوا يتقون) الشرك والمعاصي (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة) اللواط (وأنتم تبصرون) تعلمون فحشها من بصر القلب والقبيح من العالم به أقبح (أئنكم لتأتون الرجال) بيان الفاحشة (شهوة) علة تقرر قبحه.

(1) لمه - وقفا.
(2) لتبيتنه: بضم التاءين.
(3) لتقولن.
(4) مهلك: بضم الميم وفتح اللام.
(5) إنا.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»