____________________
(29 - سورة العنكبوت تسع وستون آية مكية وقيل إلا عشرا من أولها) (بسم الله الرحمن الرحيم) (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) أي حسبوا تركهم غير ممتحنين لقولهم آمنا (ولقد فتنا الذين من قبلهم) امتحناهم فهي سنة جارية في الأمم (فليعلمن الله الذين صدقوا) في إيمانهم أي ليتعلق علمه به موجودا (وليعلمن الكاذبين) في إيمانهم أي ليتعلق علمه به موجودا فيه، وعن علي والصادق (عليهما السلام) فليعلمن من الإعلام أي ليعرفنهم الناس أو ليسمهم بعلامة يعرفون بها كبياض الوجوه وسوادها (أم) بل (حسب الذين يعملون السيئات) الكفر والمعاصي (أن يسبقونا) أن يفوتونا فنعجز عن الانتقام منهم (ساء ما يحكمون) حكمهم هذا (من كان يرجو لقاء الله) يأمل الوصول إلى ثوابه أو يخاف العاقبة من الموت والبعث والجزاء (فإن أجل الله) الوقت الموقت للقائه (لآت) فليسارع إلى ما يوجب الثواب ويبعد من العقاب (وهو السميع) للأقوال (العليم) بالأفعال (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه) لأن فائدته لها (إن الله لغني عن العالمين) وعن طاعتهم وإنما كلفهم لمنفعتهم (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم) السابقة من الكفر والمعاصي بالإيمان والعمل (ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون) بأحسن جزائه (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) أمرناه بإيلائهما فعلا ذا حسن أو ما هو في ذاته حسن مبالغة أو قلنا له أحسن بهما حسنا (وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) في ذلك إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (إلى مرجعكم) بركم فاجركم (فأنبئكم بما كنتم تعملون) بالجزاء عليه (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين) في جملتهم أو في مدخلهم إلى الجنة (ومن الناس من يقول آمنا بالله) بلسانه (فإذا أوذي في الله) أذاه الكفار (جعل فتنة الناس) أذاهم له صارفا عن الإيمان (كعذاب الله) الصارف عن الكفر (ولئن جاء نصر من ربك) فتح لكم (ليقولن إنا كنا معكم) في الدين تقية ولتشركوهم إن غنمتم، والتوحيد والجمع للفظ من ومعناها (أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين) من إيمان ونفاق...