____________________
ان في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم) قص سبع قصص هذا آخرها تسلية لرسوله وتهديدا للمكذبين به بما أصاب الأمم بتكذيب الرسل (وإنه) أي القرآن المشتمل على هذه القصص وغيرها (لتنزيل رب العالمين) تقرير لحقيقتها وإشعار بإعجاز القرآن (نزل به الروح الأمين (1)) عليه جبرئيل سمي روحا لأنه به يحيى الدين أو لأنه روحاني (على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) بين المعنى (وإنه) أي ذكر القرآن (لفي زبر الأولين) كتبهم السماوية (أولم يكن لهم آية) على صحة القرآن أو صدق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (أن يعلمه علماء بني إسرائيل) كابن سلام وغيره أي علمهم ببعثه من كتبهم (ولو نزلناه) كما هو (على بعض الأعجمين) الذين لا يحسنون عربية أو بلغة العجم (فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين) عنادا أو أنفة من اتباع العجم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لو نزلنا القرآن على العجم ما آمنت به العرب وقد نزل على العرب فآمنت به العجم. (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين) أي مثل إدخالنا القرآن مكذبا به في قلوبهم بقراءتك عليهم وأسند إليه تعالى كناية عن تمكنه مكذبا به في قلوبهم كأنهم جبلوا عليه بدليل إسناد (لا يؤمنون به) إليهم (حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم بغتة) فجأة (وهم لا يشعرون) بمجيئه (فيقولوا) ندما (هل نحن منظرون) لنؤمن (أفبعذابنا يستعجلون) توبيخ لهم بتهكم أي كيف يستعجله من إذا نزل به سأل النظرة (أفرأيت) أخبرني (إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) لم يغن عنهم تمتيعهم في رفع العذاب (وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون) رسل تنذر أهلها بالحجج (ذكرى) تذكرة نصبت علة أو مصدرا ورفعت خبرا لمحذوف (وما كنا ظالمين) فنهلك غير الظالمين (وما تنزلت به الشياطين) كما زعم الكفرة أنه من جنس ما يلقي الشياطين إلى الكفار (وما ينبغي) لهم التنزل به (وما يستطيعون) ذلك (إنهم عن السمع) لكلام الملائكة (لمعزولون) ممنوعون بالشهب (فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين) تهييج له (صلى الله عليه وآله وسلم) ليزداد إخلاصا ولطف للمكلفين (وأنذر عشيرتك الأقربين) مبتدئا بهم الأقرب فالأقرب (واخفض جناحك) ألن جانبك (لمن اتبعك من المؤمنين) ويراد بالمؤمنين من صدقوا بألسنتهم (فإن عصوك) أي قومك (فقل إني برئ مما تعملون...