____________________
إن هذا لساحل عليم) حاذق في السحر (يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فما ذا تأمرون قالوا أرجه (1) وأخاه) أخر أمرهما (وابعث في المدائن حاشرين) جامعين (يأتوك بكل سحار عليم) حاذق يفوق موسى بالسحر (فجمع السحرة لميقات يوم معلوم) لوقت موقت من يوم معين وهو وقت الضحى من يوم الزينة (وقيل للناس هل أنتم مجتمعون) حث لهم على الاجتماع أي بادروا إليه (لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين) غرضهم من الترجي على تقدير غلبتهم أن يستمروا على دينهم فلا يتبعوا موسى فكنوا عنه باتباع السحرة (فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين) عندي (قال لهم موسى) بعد ما قالوا له إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين (ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون) جزموا بأن الغلبة لهم وأقسموا بعزته ثقة بأنفسهم إذا بذلوا جهدهم في السحر (فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف (3) ما يأفكون) يقلبونه بتمويههم فيخيلون أن حبالهم وعصيهم حيات تسعى (فألقي السحرة ساجدين) ألقاهم ما بهرهم من الحق حتى لم يتمالكوا أنفسهم أو الله بإلهامهم ذلك (قالوا آمنا برب العالمين) ولئلا يتوهم إرادة فرعون به أبدلوا منه (رب موسى وهارون قال) فرعون (آمنتم (4) له قبل أن آذن لكم) في ذلك (إنه لكبيركم) رئيسكم (الذي علمكم السحر) وتواطنتم على ما فعلتم (فلسوف تعلمون) وبال أمركم (لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف) من كل شق طرفا (ولأصلبنكم أجمعين) ليعتبر بكم (قالوا لا ضير) لا ضرر علينا في ذلك (إنا إلى ربنا منقلبون) إلى ثوابه راجعون بعد الموت أو مصيرنا ومصيركم إليه فيحكم بيننا وبينك تعليل لنفي الضمير وكذا (إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن) لأن (كنا أول المؤمنين) في زماننا أو من رعية فرعون (وأوحينا إلى موسى) بعد سنين أقامها بينهم يدعوهم بالآيات إلى الحق فلم يجيبوا (أن) بأن أو أي (أسر بعبادي (5)) بالقطع والوصل أي سر بهم ليلا (إنكم متبعون) يتبعكم فرعون وجنوده تعليل لأسر (فأرسل فرعون) حين أخبر بسراهم (في المدائن) قيل كان له ألف مدينة سوى القرى (حاشرين) للجنود فجمعوا فقال لهم (إن هؤلاء لشرذمة) طائفة (قليلون) جمع قليل أي هم أسباط كل سبط منهم قليل استقلهم وكانوا ستمائة وسبعين ألفا بالنسبة إلى جيشه إذ كان ألف ألف ملك مع كل ملك ألف (وإنهم لنا لغائطون) فاعلون ما يغيظنا...