____________________
(قال وما علمي) وأي علم لي (بما كانوا يعملون) عن بصيرة أم لا وما علي إلا اعتبار الظواهر (إن) ما (حسابهم إلا على ربي) العالم ببواطنهم لا علي (لو تشعرون) ذلك لعلمتموه (وما أنا بطارد المؤمنين) تطييبا لنفوسكم طمعا في إيمانكم (إن) ما (أنا إلا نذير مبين) للإنذار بالحجة الواضحة (قالوا لئن لم تنته يا نوح) عما تقول (لتكونن من المرجومين) بالحجارة أو بالشتم (قال رب إن قومي كذبون (1)) أراد أنه إنما يدعو عليهم لتكذيبهم الحق لا لإيذائهم له (فافتح) فاحكم (بيني وبينهم فتحا) حكما (ونجني ومن معي من المؤمنين) مما يحل بهم (فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون) المملوء (ثم أغرقنا بعد) بعد إنجائهم (الباقين) من قومه (إن في ذلك لآية) باهرة (وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم كذبت عاد المرسلين) أنث لمعنى القبيلة (إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون (2) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري (3) إلا على رب العالمين) دل تصدير القصص بذلك على أن الغرض من البعثة الدعاء إلى توحيد الله وطاعته والأنبياء متفقون فيه وإن اختلفوا في بعض شرائعهم ولم يطلبوا به مطمعا دنيويا (أتبنون بكل ريع) مكان مرتفع (آية) علما للمارة (تعبثون) ببنائها إذ كانوا في أسفارهم يهتدون بالنجوم فيستغنون عنها أو يجتمعون إليها للعبث بمن يمر بهم أو بروج الحمام (وتتخذون مصانع) مأخذا للماء أو حصونا وقصورا مشيدة (لعلكم) كأنكم (تخلدون) أو ترجون الخلود فتحكمونها (وإذا بطشتم) بسوط أو سيف (بطشتم جبارين) مستعلين بالضرب والقتل بلا رأفة ولا تثبت (فاتقوا الله) في ذلك (وأطيعون (2)) فيما أمركم به (واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون) من ضروب النعم (أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون) أجمل النعم أولا بما يعلمونه ثم فصل بعضها (إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) في الدنيا والآخرة (قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن الواعظين) أصلا فلا نقلع عما نحن فيه لم يقابلوا أوعظت أم لم تعظ عدولا إلى الأبلغ (إن) ما (هذا) الذي جئتنا به (إلا خلق (4) الأولين) اختلافهم وكذبهم أو ما خلقنا إلا خلقهم نحيا ونموت ولا بعث (وما نحن بمعذبين) كما ترعم (فكذبوه فأهلكناهم) بالريح بتكذيبهم) إن في ذلك لآية...