تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٥٣
صما وعميانا * (73) * والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما * (74) * أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلما * (75) * خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما * (76) * قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما * (ا 77) * سورة الشعراء مكية الا آية 197 ومن آية 224 إلى آخر السورة فمدنية وآياتها 227 نزلت بعد الواقعة بسم الله الرحمن الرحيم طسم * (1) * تلك آيات الكتاب المبين * (2) * لعلك بخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين * (3) * إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين * (4) * وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين * (5) * فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون * (6) * أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم * (7) * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * (8) * وإن ربك لهو العزيز الرحيم * (9) * وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين * (10) * قوم فرعون ألا يتقون * (11) * قال رب إني
____________________
يبدل الله سيئاتهم حسنات) يمحوها بالتوبة أو بالتوفيق لأضداد ما أسلفوا أو بإبدال العذاب ثوابا (وكان الله غفورا) لمعاصي عباده (رحيما) منعما عليهم (ومن تاب) من ذنوبه بتركها والندم عليها (وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا) يرجع إليه بذلك مرجعا مرضيا دافعا للعقاب جالبا للثواب (والذين لا يشهدون الزور) لا يحضرون محاضر الباطل أو لا يقيمون شهادة الكذب (وإذا مروا باللغو) بأهله وهو الساقط من قول أو فعل (مروا كراما) معرضين عنهم مكرمين بأنفسهم عن الخوض معهم فيه (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم) القرآن أو الوعظ (لم يخروا عليها صما وعميانا) نفي للحال دون الفعل أي لم يكبوا عليها غير منتفعين بها كالصم والعميان بل أكبوا عليها وأعين لها متبصرين ما فيها (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا (1) قرة أعين) بأن نراهم مطيعين لك (واجعلنا للمتقين إماما) يقتدون بنا في الدين بأن توفقنا للعلم والعمل، ووحد لدلالته على الجنس أو لإرادة كل واحد منا وفي قراءتهم (عليهم السلام) واجعل لنا من المتقين إماما (أولئك يجزون الغرفة) جنسها وهي أعلى منازل أهل الجنة (بما صبروا) بصبرهم على الطاعات وقمع الشهوات (ويلقون (2) فيها تحية وسلاما) من الملائكة أو من بعضهم لبعض (خالدين فيها) بلا موت ولا زوال (حسنت مستقرا ومقاما قل ما يعبأ بكم ربي) ما يصنع أو لا يكترث بكم (لولا دعاؤكم) عبادتكم له أو دعاؤه إياكم إلى الذين (فقد كذبتم) بما أعلمتكم به إذ خالفتم (فسوف يكون) جزاء تكذيبكم أو أثره (لزاما) لازما لكم في الآخرة.
26 - سورة الشعراء مائتان وسبع وعشرون آية مكية إلا والشعراء إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم (طسم تلك) الآيات (آيات الكتاب المبين) السورة أو القرآن البين إعجازه أو المبين له (لعلك باخع نفسك) قاتلها (ألا يكونوا مؤمنين) من أجل أن لا يؤمنوا (إن نشأ ننزل (3) عليهم من السماء آية (4)) علامة ملجئة إلى الإيمان (فظلت أعناقهم لها خاضعين) منقادين (وما يأتيهم من ذكر) قرآن (من الرحمن محدث) مجدد تنزيلة (إلا كانوا عنه معرضين) إلا جددوا إعراضا عنه وكفرا به (فقد كذبوا) به حين أعرضوا عنه وجرهم التكذيب إلى الاستهزاء (فسيأتيهم أنباء ما) أخبار الشئ الذي (كانوا به يستهزؤون) أي سيعلمون بأي شئ استهزؤا إذا مسهم العذاب يوم بدر أو يوم القيامة (أولم يروا) ينظروا (إلى الأرض) وعجائبها (كم أنبتنا فيها من كل زوج) صنف (كريم) محمود ذي فوائد وكل لإحاطة الأزواج وكم لكثرتها (إن في ذلك) الآيات أو كل واحد من الأزواج (لآية) على قدرة منبتها على إحياء الموتى (وما كان أكثرهم مؤمنين) لأنهم مطبوع على قلوبهم (وإن ربك لهو العزيز) القادر على عقوبتهم (الرحيم) بإمهالهم (و) اذكر (إذ نادى ربك موسى أن) بأن أو أي (ائت القوم الظالمين) بالكفر وتعذيب بني إسرائيل (قوم فرعون ألا يتقون قال) موسى (رب إني...

(1) ذريتنا.
(2) يلقون: بفتح الياء وسكون اللام وفتح القاف مخففة.
(3) ننزل: بضم فسكون والزاي مكسورة مخففة.
(4) بابدال الهمزة الثانية ياء في الوصل.
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»