تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٤٧
بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم * (63) * ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شئ عليم * (ا 64) * (25) سورة الفرقان مكية الا الآيات 68 و 69 و 70 فمدنية وآياتها 77 نزلت بعد يس بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعلمين نذيرا * (1) * الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شئ فقدره تقديرا * (2) * واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا * (3) * وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا * (4) * وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا * (5) * قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات
____________________
بعضا) فإن إجابته فرض والرجوع بغير إذنه حرام فكيف يقاس دعاؤه إياكم على دعاء بعضكم بعضا أو لا تجعلوا نداءه كنداء بعضكم بعضا باسمه بل قولوا يا نبي الله يا رسول الله بتعظيم وتواضع وخفض صوت (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم) يخرجون عن الجماعة بخفية (لواذا) أي ملاوذين يستتر بعضهم ببعض (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) يخالفون أمر الله أو رسوله بترك مقتضاه وأتى ب عن لتضمنه معنى الإعراض أو يصدون عن أمره (أن تصيبهم فتنة) محنة في الدنيا (أو يصيبهم عذاب أليم) في الآخرة (ألا إن لله ما في السماوات والأرض) ملكا مختصا به (قد يعلم ما أنتم عليه) أيها المكلفون من الإخلاص والنفاق (ويوم يرجعون (1) إليه) أي المنافقون (فينبئهم بما عملوا) من خير وشر والفاء لتلازم ما قبلها وما بعدها (والله بكل شئ عليم) ومنه أعمالهم.
(25 - سورة الفرقان سبع وسبعون آية مكية) وقيل إلا والذين لا يدعون - إلى - رحيما.
بسم الله الرحمن الرحيم (تبارك الذي نزل الفرقان) تكاثر خيره أو تزايد أو تعالى عن كل شئ (على عبده) محمد (ليكون) محمد عبده أو الفرقان (للعالمين) أي الثقلين (نذيرا) مخوفا من العذاب (الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا) كما زعم النصارى أو غيرهم (ولم يكن له شريك في الملك) كزعم بعض الوثنية والثنوية (وخلق كل شئ) أوجده على تقدير وتسوية (فقدره تقديرا) فهيأه لما يصلح له في الدين والدنيا أو فقدره للبقاء إلى أجل مسمى (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) لأن عبدتهم ينحتونهم (ولا يملكون) لا يستطيعون (لأنفسهم ضرا) أي دفعه (ولا نفعا) أي جره (ولا يملكون موتا ولا حياة) إماتة وإحياء (ولا نشورا) بعثا للأموات ومن هذا حاله كيف يتخذ إلها (وقال الذين كفروا إن هذا) أي القرآن (إلا إفك) كذب (افتراه) اختلقه (وأعانه عليه قوم آخرون) من أهل الكتاب وهو نظير إنما يعلمه بشر كما مر في النحل (2) (فقد جاؤوا) فعلوا (ظلما) تكذيبهم الرسول (وزورا) هو كذبهم عليه (وقالوا أساطير الأولين) أي ما سطره المتقدمون (اكتتبها) كتبها لنفسه أو استكتبها (فهي تملى) تقرأ (عليه بكرة وأصيلا) عليه طرفي نهاره ليحفظها أو ليكتبها (قل أنزله الذي يعلم السر) الغيب (في السماوات...

(1) يرجعون: بفتح أوله.
(2) الآية 103 منها.
(٣٤٧)
مفاتيح البحث: سورة الفرقان (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»