____________________
إليها من المسئ وتطلب المنافع وتجنب المضار وهؤلاء لا يعرفون إحسان ربهم من إساءة الشيطان (ألم تر) تنظر (إلى ربك) إلى صنعه (كيف مد الظل) بسطه من الفجر إلى طلوعها وهو أعدل الأحوال (ولو شاء لجعله ساكنا) لا يتقلص (ثم جعلنا الشمس عليه دليلا) إذ لا يعرف وجوده ولا يتفاوت إلا بطلوعها وحركتها وفيه التفات إلى التكلم (ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) قليلا قليلا بحسب ارتفاع الشمس لمصالح جمة ولفظ ثم للتفاضل بين الأمور كان اللاحق أعظم مما قبله وقيل مد ظل السماء على الأرض حين خلقهما ولو شاء لجعله ثابتا على تلك الحال ثم خلق الشمس وجعلها دليلا مسلطا عليه يتبعها كما يتبع السائر الدليل يتفاوت بحركتها ثم قبضه تدريجا إلى غاية نقصانه أو قبضا سهلا عند قيام الساعة بقبض أسبابه (وهو الذي جعل لكم الليل لباسا) ساترا بظلامه كاللباس (والنوم سباتا) راحة للأبدان بقطع الأعمال (وجعل النهار نشورا) منتشرا فيه للمعاش وغيره أو بعثا من النوم إذ هو واليقظة كالموت والبعث (وهو الذي أرسل (1) الرياح) ووحدها ابن كثير (بشرا (2)) بالباء أي مبشرات وقرئ بالنون أي منتشرة جمع نشور (بين يدي رحمته) قدام المطر (وأنزلنا من السماء ماء طهورا) مطهرا لقوله ليطهركم به (3) وهو اسم لما يتطهر به كالوقود لما يوقد به أو بليغا في الطهارة لأنه مطهر (لنحيي به بلدة ميتا) بالنبات وذكر بتأويل البلد (ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا) جمع إنسي أو إنسان وأصله أناسين قلبت النون ياء (ولقد صرفناه) أي المطر (بينهم) بين الناس في البلدان والأوقات والصفات من وابل وطل وغيرهما أو صرفنا ما ذكر من الدلائل في القرآن وسائر الكتب (ليذكروا (4)) ليتفكروا فيعرفوا سعة القدرة وحق النعمة به ويشكروا. (فأبى أكثر الناس إلا كفورا) جحودا للنعمة فيقولون أمطرنا بنوء كذا (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا) نبيا يخوف أهلها فيخف عليك أعباء الرسالة لكن خصصناك بعموم الدعوة إجلالا لك (فلا تطع الكافرين) فيما يدعونك إليه تهييج له (صلى الله عليه وآله وسلم) (وجاهدهم به) بالقرآن أو بترك طاعتهم (جهادا كبيرا) يتحمل فيه المشاق بإقامة الحجج أو بجهاد جميع أهل القرى (وهو الذي مرج البحرين) خلاهما متلاصقين (هذا عذب فرات) بليغ العذوبة (وهذا ملح أجاج) شديد الملوحة أو مر (وجعل بينهما برزخا) حاجزا من قدرته يمنعهما التمازج (وحجرا محجورا وهو الذي خلق من الماء) الذي هو العنصر أو النطفة (بشرا فجعله نسبا وصهرا) أي قسمين ذوي نسب أي ذكورا ينتسب إليهم وذوات صهر أي إناثا يصاهر بهن نحو فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى (5) (وكان ربك قديرا) على كل شئ أراده (ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم) بعبادته (ولا يضرهم) بتركها وهو الأصنام (وكان الكافر) أي جنسه أو أبو جهل (على ربه