تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣١٣
الملك الحق ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما * (114) * ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما * (115) * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى * (116) * فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى * (117) * إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * (118) * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى * (119) * فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى * (120) * فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى * (121) * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى * (122) * قال اهبطا منها جميعا) * بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * (123) * ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * (124) * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * (125) * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * (126) * وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى * (127) * أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مسكنهم
____________________
(الملك) النافذ تصرفه في ملكوته (الحق) الذي يحق له الملك أو الثابت (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه (1)) لا تعجل بقراءته قبل أن يفرغ جبرئيل من إبلاغه، كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يساوقه في القراءة حرصا عليه أو في تبليغ ما كان مجملا قبل أن يأتيك بيانه (وقل رب زدني علما) إلى ما علمتني أو قرآنا فإنه كلما نزل عليه شئ منه زاد به علمه (ولقد عهدنا إلى آدم) أمرناه بالكف عن الأكل بالشجرة (من قبل) قبل زمانك يا محمد (فنسي) ما أمر به من الكف (ولم نجد له عزما) ثباتا وتصلبا فيما أمر به أو عزما في العود إلى الذنب أو على الذنب لأنه لم يتعمده (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى) فسر في البقرة (2) (فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) تتعب في كسب المعاش وخص بإسناد الشقاء إليه لأن الاكتساب وظيفة الرجل ولرعاية الفاصلة (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك (3) لا تظلموا فيها ولا تضحى) ألا تعطش ولا يصيبك حر الشمس إذ لا شمس في الجنة (فوسوس إليه الشيطان) أنهى إليه وسوسة وبيانها (قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد) أي التي من أكل منها خلد ولم يمت (وملك لا يبلى) لا ينقطع (فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) فسر في الأعراف (4) (وعصى آدم ربه) خالف أمره الندبي فإن تارك النفل والإرشاد يسمى عاصيا (فغوى) خاب من ثوابه أو مما رجاه من الخلد (ثم اجتباه ربه) اختاره للرسالة (فتاب عليه) قبل توبته (وهدى) إلى حفظ أسباب العصمة (قال اهبطا منها جميعا) خطاب لآدم وحواء بما اشتملا عليه من الذرية (بعضكم لبعض عدو) للتظالم في أمر المعاش (فإما يأتينكم مني هدى) شريعة وبيان (فمن اتبع هداي فلا يضل) في الدنيا (ولا يشقى) في الآخرة (ومن أعرض عن ذكري) أي القرآن وسائر كتب الله (فإن له معيشة ضنكا) ضيقة (ونحشرهم يوم القيامة أعمى) القلب أو البصر (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا) في الدنيا أو عند البعث قيل يخرج من قبره بصيرا فيعمى في حشره (قال كذلك أتتك آياتنا) دلائلنا (فنسيتها) تركتها وأعرضت عنها (وكذلك) كما تركتها (اليوم تنسى) تترك في العذاب أو العمى (وكذلك) الجزاء (نجزي من أسرف) أشرك (ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد) من عذاب الدنيا وعذاب القبر (وأبقى) وأدوم (أفلم يهد لهم) يبين لهم لقريش الله أو الرسول أو ما دل عليه (كم أهلكنا قبلهم من القرون) أي إهلاكنا كثيرا من الأمم الماضية المكذبة للرسل كعاد وثمود (يمشون) حال من ضمير لهم (في مساكنهم) ويرون آثار هلاكهم فيعتبروا...

(1) أن تقضى إليك وحيه. بفتح النون الثانية والياء الثالثة.
(2) انظر الآية 34 منها.
(3) وإنك.
(4) انظر الآية 22 منها.
(٣١٣)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»