____________________
من ذكر من ربهم محدث) تنزيله شيئا فشيئا (إلا استمعوه وهم يلعبون) يستهزؤون به حال من الواو وكذا (لاهية قلوبهم) غافلة عن تدبره أو حال من واو يلعبون (وأسروا النجوى) بالغوا في إخفائها أو أخفوا التناجي به فلم يتفطن له (الذين ظلموا) بدل من واو أسروا أو ذم مرفوع أو منصوب بتقديرهم أو أعني (هل هذا إلا بشر مثلكم) بدل من النجوى أو مفعول لقالوا منصوب أي هو ليس بملك فليس برسول فما يأتي به سحر (أفتأتون السحر) فتحضرونه وتقبلونه (وأنتم تبصرون) ترون أنه بشر أو تعلمون أنه سحر (قال (1) ربي يعلم القول) كائنا (في السماء والأرض) فيعلم ما أسروه (وهو السميع) لأقوالهم (العليم) بأحوالهم (بل قالوا أضغاث أحلام) تخاليط أباطيل رآها في النوم (بل افتراه) اختلقه من نفسه (بل هو شاعر) فما أتى به شعر (فليأتنا بآية كما أرسل الأولون) كالناقة والعصا (ما آمنت قبلهم من قرية) أي أهلها (أهلكناها) بتكذيب الآيات المفترحة عند مجيئها (أفهم يؤمنون) أي لا يؤمنون لو أتيتهم بها وإذا لم يؤمنوا استحقوا الإهلاك كمن قبلهم فلم نجبهم إبقاء عليهم (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا) لا ملائكة جواب لقولهم (هل هذا إلا بشر مثلكم) (نوحي إليهم) بالياء والنون (فاسألوا أهل الذكر) أهل الكتاب لوثوقكم به أو أهل القرآن، وعنهم (عليهم السلام) نحن أهل الذكر والذكر الرسول (إن كنتم لا تعلمون) ذلك فإنهم يعلمونه (وما جعلناهم) أي الرجال (جسدا) أجسادا على إرادة الجنس (لا يأكلون الطعام) بل جعلناهم أجسادا يأكلونه (وما كانوا خالدين) بل يموتون فهم أبشار مثلك لخلوهم من خاصتي الملائكة عدم الطعم والخلود على اعتقادهم (ثم صدقناهم الوعد) بالإنجاء والنصر (فأنجيناهم ومن نشاء) ممن آمن بهم (وأهلكنا المسرفين) المكذبين لهم (لقد أنزلنا إليكم) يا قريش (كتابا فيه ذكركم) شرفكم أو ما يوجب حسن الذكر لكم إن تمسكتم به (أفلا تعقلون) فتؤمنون به (وكم قصمنا) أهلكنا (من قرية) أي أهلها (كانت ظالمة) كافرة (وأنشأنا بعدها قوما آخرين) مكانهم (فلما أحسوا بأسنا) أدرك أهل القرية عذابنا بحواسهم (إذا هم منها) من القرية (يركضون) يهربون مسرعين (لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم) نعمتم (فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون) عن أعمالكم أو يسألكم الناس شيئا من دنياكم (قالوا) ندما حين عاينوا العذاب (يا ويلنا) هلكنا (إنا كنا ظالمين) بتكذيب الرسل (فما زالت تلك) الدعوى (دعواهم) يدعون بها ويرددونها (حتى جعلناهم حصيدا) كالزرع المحصود (خامدين) موتى لا يتحركون كما تخمد النار أي أهلكناهم بالعذاب أو بقتل بخت نصر لهم (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين) عابثين بل خلقناهما لغرض صحيح ومنافع للخلق دينية ودنيوية (لو أردنا أن نتخذ لهوا) ما يتلهى به قيل هو الولد وقيل الزوجة (لاتخذناه...