تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣١٨
وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون * (44) * قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون * (45) * ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين * (46) * ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين * (47) * ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين * (48) * الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون * (49) * وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون * (50) * ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به علمين * (51) * إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * (52) * قالوا وجدنا آباءنا لها عبدين * (53) * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * (54) * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * (55) * قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذالكم من الشاهدين * (56) * وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * (57) * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون * (58) * قالوا من فعل هذا
____________________
وآباءهم حتى طال عليهم العمر) فاغتروا بذلك وحسبوا أنه بسبب ما هم عليه (أفلا يرون أنا نأتي الأرض) نقصد أرض الشرك أو الأعم منها (ننقصها من أطرافها) بفتحها على الرسول أو بتخريبها وموت أهلها وروي بموت العلماء (أفهم الغالبون) أي ليسوا غالبين بل نحن الغالبون (قل إنما أنذركم بالوحي) بما أوحي إلى (ولا يسمع) بالياء والتاء (الصم الدعاء إذا ما ينذرون) أي هم لتصاممهم وعدم التفاتهم إلى الإنذار كالصم (ولئن مستهم نفحة) أقل أثر (من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا) هلاكنا (إنا كنا ظالمين) بتكذيب محمد (ونضع الموازين القسط) العدل وصف بالمصدر مبالغة أو ذوات العدل (ليوم القيامة) لأهله أو فيه (فلا تظلم نفس شيئا) من حقها أو من الظلم (وإن كان) العمل (مثقال) زنة (حبة من خردل أتينا بها) أحضرناها وأنث ضمير مثقال لإضافته إلى الجنة (وكفى بنا حاسبين) عالمين أو محصين (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان) التوراة الفارقة بين الحق والباطل (وضياء) يستضاء بها (وذكرا للمتقين) عظة بها أو ذكر ما يحتاجون إليه (الذين يخشون ربهم بالغيب) حال أي غائبا عن حواسهم أو غائبين عن الناس أو في خلواتهم (وهم من الساعة) من أحوالها (مشفقون) خائفون (وهذا) أي القرآن (ذكر مبارك) كثير الخير (أنزلناه) على محمد (أفأنتم له منكرون) استفهام توبيخ (ولقد آتينا إبراهيم رشده) هداه والنبوة (من قبل) قبل موسى وهارون أو قبل بلوغه (وكنا به عالمين) أي بأنه أهل لما أتيناه (إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل) الصور الممثلة (التي) لا تضر ولا تنفع تحقير لها وتوبيخ لهم (أنتم لها عاكفون) أي على عبادتها مقيمون وعدي باللام لتضمنه معنى العبادة أو للاختصاص (قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين) فاقتدينا بهم (قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين) ظاهر لعدم استناد الجميع إلى حجة (قالوا أجئتنا بالحق) بالجد فيما تقوله (أم أنت من اللاعبين) فيه (قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن) خلقهن، أضرب عما قالوا بإثبات دعواه بالحجة وهن للسماوات والأرض أو التماثيل وهو أدخل في تضليلهم وإلزامهم الحجة (وأنا على ذلكم) الذي ذكرته (من الشاهدين) المحققين له (وتالله لأكيدن أصنامكم) لأدبرن في كسرها (بعد أن تولوا) إلى عيدكم (مدبرين) عنها قاله سرا فسمعه رجل فأفشاه (فجعلهم) بعد ذهابهم إلى عيدهم (جذاذا) قطاعا قطعا وقرئ بالكسر (إلا كبيرا لهم) لم يكسره وعلق الفأس في عنقه (لعلهم إليه يرجعون) إلى إبراهيم رجاء ذلك لتفرده بسب آلهتهم فيبكتهم بقوله: بل فعله كبيرهم أو إلى الكبير فيسألونه عن الكاسر كما يرجع إلى الرب في المشاكل فيعلمون جهلهم (قالوا) بعد رجوعهم (من فعل هذا...
(٣١٨)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»