تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٢٤
خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين * (11) * يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلل البعيد * (12) * يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير * (13) * إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد * (14) * من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ * (15) * وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدى من يريد * (16) * إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ شهيد * (17) * ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء * (18) *، هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤسهم الحميم * (19) *
____________________
خير) نعمة ورخاء (اطمأن به وإن أصابته فتنة) محنة وبلاء (انقلب على وجهه) عاد إلى كفره (خسر الدنيا) بفقد عصمته (والآخرة) بدخول النار بكفره (ذلك (1) هو الخسران المبين) البين (يدعو) يعبد (من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه) أي جمادا عاجزا عن الضر والنفع (ذلك) الدعاء (هو الضلال البعيد) عن الرشد (يدعو لمن ضره) بكونه معبودا من إيجابه عذاب الدارين (أقرب من نفعه) الذي زعمه من الشفاعة واللام معلقة ليدعو لتضمنه معنى الزعم وهو قول باعتقاد (لبئس المولى) الناصر (ولبئس العشير) الصاحب (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد) من نفع المؤمن المطيع وضرر المنافق العاصي لا يعجزه شئ (من كان يظن أن لن ينصره الله) الهاء لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أو ل‍ " من " ويراد بالنصر الرزق في الدنيا والآخرة (في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب) بحبل (إلى السماء) سماء بينه يشد فيه وفي عنقه (ثم ليقطع (2)) أي ليختنق من قطع اختنق أي ليجتهد في دفع غيظه أو جزعه بأن يفعل فعل المغتاظ أو الجازع بنفسه وقيل فليمدد حبلا إلى السماء المظلة ثم ليقطع المسافة إليها فيجهد في دفع نصره أو نيل رزقه (فلينظر) فليتفكر (هل يذهبن كيده) صنعه ذلك (ما يغيظ) غيظه (وكذلك) الإنزال لما سبق (أنزلناه) أي القرآن (آيات بينات) ظاهرات (وأن) ولأن (الله يهدي) يوفق أو يثبت على الهدى (من يريد) توفيقه أو تثبيته (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة) يميز بينهم في أحوالهم ومحالهم (إن الله على كل شئ شهيد) مطلع عليم به (ألم تر) تعلم (أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض) ينقاد لقدرته وتدبيره (والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب) أن عمت من غير العقلاء فأفراد هذه بالذكر لظهورها (وكثير من الناس) عطف عليه (وكثير حق عليه العذاب) بإبائه أن يسجد طاعة قيل (وكثير) تكرير للسابق مبالغة في كثرة من حق عليه العذاب (ومن يهن الله) يشقه بالعقاب (فما له من مكرم) مسعد بالثواب (إن الله يفعل ما يشاء) من إهانة وإكرام (هذان (4)) الجمعان من المؤمنين والكفار أهل الملل الخمس (خصمان اختصموا) جمع نظر إلى المعنى (في ربهم فالذين كفروا) في دينه قيل نظر في ستة تبارزوا ببدر علي وحمزة وعبيدة من المسلمين وعتبة وشيبة والوليد من المشركين وقيل في المسلمين واليهود حين قال كل منهما نحن أحق إن الله يفصل بينهم بقوله (قطعت لهم) قدرت على تقاديرهم (ثياب من نار) نيران تشملهم كالثياب (يصب من فوق رؤسهم الحميم) الماء المغلى قيل لو تقطعت منه قطعة على الجبال لأذابتها...

(1) وذلك: بزيادة " و ".
(2) ليقطع: بكسر اللام.
(3) والصابين.
(4) هذان: بتشديد آخره بالكسر.
(5) رؤسهم. بكسر الميم. رؤسهم: بضم الهاء.
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»