تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣١٠
من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا * (72) * إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطينا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى * (73) * إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى * (74) * ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى * (75) * جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى * (76) * ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى * (77) * فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم * (78) * وأضل فرعون قومه وما هدى * (79) * يبنى إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى * (80) * كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى * (81) * وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صلحا ثم اهتدى * (82) * وما أعجلك عن قومك يا موسى * (83) * قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى * (84) * قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري * (85) *
____________________
من البينات) المعجزات الظاهرة (والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض) أي صانع أو حاكم به (إنما تقضي) تصنع أو تحكم لسلطانك (هذه الحياة الدنيا) أي فيها ونصير إلى النعيم الباقي في الآخرة (إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا) من الشرك والمعاصي (وما أكرهتنا عليه من السحر) أي تعلمه وعمله في معارضة المعجزة (والله خير) منك ثوابا للمطيع (وأبقى) عقابا للعاصي (إنه) أي الشأن (من يأت ربه مجرما) كافرا (فإن له جهنم لا يموت فيها) فيستريح (ولا يحيى) حياة ممتعة (ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات) الفرائض قيل والنوافل (فأولئك لهم الدرجات العلى جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى) تطهر من الذنوب (ولقد أوحينا إلى موسى) يعد سنين أقامها بينهم يدعوهم إلى الله ولا يجيبوه (أن أسر بعبادي) ليلا من مصر (فاضرب) اجعل أو تبن (1) (لهم) بالضرب بعصاك (طريقا في البحر يبسا) يابسا (لا تخاف (2) دركا) أي آمنا أن يدرككم فرعون (ولا تخشى) غرقا (فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم) أي علاهم (من اليم) من البحر (ما غشيهم) إيجاز بليغ أي غشيهم ما سمعته ولا يعلم كنهه إلا الله (وأضل فرعون قومه) عن الحق (وما هدى) رد لقوله وما أهديكم إلا سبيل الرشاد 29: 40 " (يا بني إسرائيل قد أنجيناكم (3) من عدوكم) فرعون (وواعدناكم (4) جانب الطور الأيمن) لنؤتي موسى التوراة بيانا لما تحتاجون إليه (ونزلنا عليكم) في التيه (المن والسلوى) أي الترنجبين والطير السمانى (كلوا) بتقدير القول (من طيبات ما رزقناكم (5) ولا تطغوا فيه) بترك شكره وتعدي حدود الله فيه (فيحل (6) عليكم غضبي) بكسر الحاء أي يجب (ومن يحلل (7) عليه غضبي) بكسر الحاء أي يجب وضمها الكسائي من حل يحل نزل (فقد هوى) هلك أو سقط في النار (وإني لغفار لمن تاب) من الكفر (وآمن) بالله ورسله (وعمل صالحا) أدى الفرائض (ثم اهتدى) استمر على ما ذكر، وعن الباقر (عليه السلام) ثم اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت (وما أعجلك عن قومك يا موسى) سؤال عن سبب عجلته عنهم إلى ميعاد أخذ التوراة فيه إنكار لها فقدم جواب الإنكار لأهميته (قال هم أولاء على أثري (8) وعجلت إليك رب لترضى) طلبا لزيادة رضاك (قال) تعالى (فإنا قد فتنا قومك) امتحناهم بتشديد التكليف لما أخرج لهم العجل فألزمناهم النظر ليعلموا أنه ليس بإله (من بعدك) بعد انطلاقك منهم (وأضلهم السامري) بالدعاء إلى عبادة العجل فعبدوه...

(1) ابن ظ.
(2) تخف.
(3) أنجيكم.
(4) وعدناكم. واعدتكم.
(5) رزقكم.
(6) فيحل بضم الحاء.
(7) يحلل - بضم اللام الأولى.
(8) إثرى.
(٣١٠)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»