تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٠٥
وخير مردا * (76) * أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا * (77) * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا * (78) * كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا * (79) * ونرثه ما يقول ويأتينا فردا * (80) * واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * (81) * * (كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا * (82) * ألم تر أنا أرسلنا الشيطين على الكافرين تؤزهم أزا * (83) * فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا * (84) * يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا * (85) * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا * (86) * لا يملكون الشفعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا * (87) * وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * (88) * لقد جئتم شيئا إدا * (89) * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * (90) * أن دعوا للرحمن ولدا * (91) * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * (92) * إن كل من في السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا * (93) * لقد أحصاهم وعدهم عدا * (94) * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا * (95) * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * (96) * فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا * (97) * وكم أهلكنا قبلهم
____________________
وخير مردا) عاقبة ومنفعة يرد إليها مما تمتع به الكفار من النعم الزائلة التي يفتخرون بها والخير هنا لمجرد الزيادة (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) أي أخبر بقصة هذا الكافر عقيب قصة أولئك وهو العاص بن وائل (وقال) لخباب بن الأرت حين طالبه بدين وقال له تبعث بعد الموت (لأوتين) على تقدير البعث كما تزعم (مالا وولدا (1)) فأقضيك ثمة (أطلع الغيب) أشرف على علم الغيب المتفرد به الله تعالى حتى علم أن يؤتى مالا وولدا (أم اتخذ عند الرحمن عهدا) عهد الله إليه أن يؤتيه ذلك وقيل العهد العمل الصالح أو كلمة الشهادة (كلا) ردع وزجر له (سنكتب ما يقول) إذ الحفظة يكتبونه (ونمد له من العذاب مدا) تزيده بذلك عذابا فوق عذاب كفره (ونرثه) بإهلاكه (ما يقول) من المال والولد (ويأتينا) يوم القيامة (فردا) لا مال له ولا ولد (واتخذوا) أي كفار مكة (من دون الله آلهة) أصناما يعبدونها (ليكونوا لهم عزا) شفعاء يعتزون بهم (كلا) ردع (سيكفرون بعبادتهم) تجحد الآلهة عبادتهم وتكذبهم كقوله تعالى فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون 86: 16 " أو ستجحد الكفرة أنهم عبدوها ويقولون والله ربنا ما كنا مشركين 23: 6 " (ويكونون) أي آلهة (عليهم ضدا) أي أعداء وأعوانا في عذابهم أو ضد العز وهو الذل (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين) خلينا بينهم وبينهم كما يقع لمن خلى بين الكلب وغيره أرسله عليه (تؤزهم أزا) تعزيهم أو تحثهم على المعاصي بالتسويلات (فلا تعجل عليهم) بطلب هلاكهم (إنما نعد لهم) الأيام والأنفاس (عدا) وما دخل تحت العدد كأنه قد نفد (يوم نحشر المتقين) نجمعهم (إلى الرحمن) إلى دار كرامته ولعل العدول من قوله إلينا لما في لفظ الرحمن المولى النعم من الإشارة (وفدا) وافدين، عن علي (عليه السلام) ركبانا على نوق رحالها من ذهب (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) نحثهم على السير إليها واردين عطاشا كالإبل التي ترد الماء (لا يملكون الشفاعة) أي الناس المعلوم من القسمين (إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) إلا من استظهر بالإيمان والعمل الصالح أو بكلمة الشهادة أو إلا من وعده أن يشفع كالأنبياء والمؤمنين (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا) الضمير لليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله (لقد جئتم) التفات للتسجيل عليهم بالجرأة على الله (شيئا إدا) منكرا (تكاد السماوات) وقرئ بالياء (يتفطرن (2) منه) يتشققن (وتنشق الأرض وتخر الجبال) تسقط عليهم (هدا) كسرا وهدما (أن دعوا للرحمن ولدا) منصوب بنزع الخافض علة لتكاد أو لهدا أو مجرور بدل من هاء منه (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا) أي لا يليق به اتخاذ الولد (إن كل من في السماوات والأرض) أي ما منهم أحد (إلا آتي الرحمن عبدا) مقرا بالعبودية خاضعا ذليلا ومنهم عزير وعيسى والملائكة (لقد أحصاهم) أحاط بهم علما وقدرة (وعدهم عدا) بعلمه فلا يخفى عليه شئ من أحوالهم (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) لا مال له ولا نصير ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم 48: 18 " (إن الذين آمنوا

(1) ولدا: بضم الواو وسكون اللام.
(2) ينفطرن. بسكون النون وكسر الطاء.
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»