تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٠٠
بدعائك رب شقيا * (4) * وإني خفت الموالي من وراءي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا * (5) * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا * (6) * يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا * (7) * قال رب أنى يكون لي غلم وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا * (8) * قال كذلك قال ربك هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا * (9) * قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلث ليال سويا * (10) * فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا * (11) * يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * (12) * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * (13) * وبرا) * بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * (14) * وسلم عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا * (15) * واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * (16) * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * (17) * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * (18) * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلما زكيا * (19) * قالت أنى يكون لي غلم
____________________
بدعائك رب شقيا) خائبا بل عودتني الإجابة (وإني خفت الموالي) الذين يلوني في النسب وهم بنو عمه (من ورائي) بعد موتي أن يرثوا مالي فيصرفوه فيما لا ينبغي إذ كانوا أشرارا (وكانت امرأتي عاقرا) لا تلد (فهب لي من لدنك وليا) ابنا (يرثني ويرث (1)) وقرئ ويرثني وأرث (من آل يعقوب واجعله رب رضيا) مرضيا عندك (يا زكريا إنا نبشرك (2) بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا) لم نسم قبل أحدا بيحيى وقيل مثلا (قال) تعجبا من خرق العادة (رب أنى) كيف (يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا (3)) يبسا وجفافا قيل كان له تسع وتسعون ولامرأته ثمان وتسعون (قال) الله أو الملك (كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك (4) من قبل ولم تك شيئا) موجودا (قال رب اجعل لي آية) علامة لوقت الحمل (قال آيتك ألا تكلم الناس) لا تقدر على تكليمهم (ثلاث ليال سويا) سليما بلا آفة وتدخل الأيام كما في آل عمران * ثلاثة أيام (فخرج على قومه من المحراب) المصلى (فأوحى) أو ما (إليهم) أو كتب في الأرض (أن سبحوا) صلوا أو نزهوا الله (بكرة وعشيا) طرفي النهار (يا يحيى) أي فوهبنا له يحيى وقلنا (خذ الكتاب) التوراة (بقوة) بجد (وآتيناه الحكم) النبوة أو فهم التوراة (صبيا) ابن ثلاث سنين (وحنانا من لدنا) ورحمة منا عليه أو على العباد (وزكاة) عملا زاكيا أو زكيناه بالثناء منا عليه أو صدقة منا على أبويه أو على الناس (وكان تقيا) مطيعا لم يهم بخطيئة (وبرا بوالديه ولم يكن جبارا) متكبرا (عصيا) عاصيا لربه (وسلام عليه) من الله (يوم ولد) من عبث الشيطان به (ويوم يموت) من عذاب القبر (ويوم يبعث حيا) من هول المطلع والنار (واذكر في الكتاب) القرآن (مريم) قصتها (إذ انتبذت) اعتزلت (من أهلها مكانا شرقيا) في مكان نحو المشرق من بيت المقدس أو من دارها (فاتخذت من دونهم حجابا) سترا يسترها لتفلي رأسها أو تغتسل (فأرسلنا إليها روحنا) جبرئيل (فتمثل لها بشرا سويا) في صورة شاب تام الخلق (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) تتقي الله وترتدع بالاستعاذة فإني عائذة به منك أو فاتعظ بتعوذي (قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا) طاهرا من الأدناس أو ناميا على الخير أو نبيا (قالت أنى يكون لي غلام...

(1) يرثني ويرث، بسكون الراء فيهما.
(2) يا زكريا إنا نبشرك، بفتح أوله وسكون وضم الشين والراء.
(3) عتيا، بضم العين (4) خلقناك.
(5) أنظر الآية 41 منها.
(6) ليهب.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»