____________________
(فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض (1)) يقرب أن يسقط استعيرت الإرادة للمشارفة بميلانه (فأقامه) رفعه بيده فقام أو نقضه وبناه (قال لو شئت لاتخذت (2) عليه أجرا) جعلا نسد به جوعنا حيث لم يضيفونا (قال هذا فراق بيني وبينك) أي هذا الإنكار سبب الفراق أو هذا وقته (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين) عشرة خمسة زمنى وخمسة (يعملون في البحر) يتكسبون فيه بالسفينة (فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك) قدامهم أو خلفهم ورجوعهم عليه (يأخذ كل سفينة) صحيحة (غصبا) قيل مقتضى الظاهر أن تتأخر (فأردت أن أعيبها) عن (وكان وراءهم) لأن إرادة التعقيب سبب عن خوف الغصب لكنه قدم لأن السبب مجموع الأمرين خوف الغصب ومسكنة الملاك فرتبه على أقوى الجزءين وعقبه بالآخر على جهة التتميم (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين) وقرئ وهو طبع كافرا وقرئ فكان كافرا وأبواه مؤمنين (فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا) باتباعهما له بحبهما له وقيل فخشينا قول الله أي فعلمنا أو كرهنا (فأردنا أن يبدلهما (3) ربهما خيرا منه زكاة) طهارة وصلاحا (وأقرب رحما (4)) رحمة بأبويه قال الصادق (عليه السلام) أبدلهما الله جارية فولدت سبعين نبيا (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) من ذهب وفضة وروي من كتب العلم وروي لوح من ذهب فيه كلمات علم (وكان أبوهما صالحا) فحفظنا بصلاحه (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) أي الحلم وإيناس الرشد (ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري) بل بأمر الله (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) أي تستطع حذفت التاء تخفيفا (ويسألونك) أي اليهود أو قريش (عن ذي القرنين) عن علي (عليه السلام) كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه فأمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه فغاب ثم رجع فدعاهم فضربوه على قرنه الآخر وقيل لأنه ملك فارس والروم أو المشرق والمغرب أو كان له قرنان أي ضفيرتان أو انقرض في وقته قرنان (قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكنا له) أمره (في الأرض وآتيناه من كل شئ) يحتاج إليه (سببا) طريقا يوصله إلى مراده (فأتبع سببا) فاتخذ طريقا نحو المغرب (حتى إذا بلغ مغرب الشمس) أي آخر العمارة من جانب المغرب (وجدها تغرب في عين حمئة) ذات حمأة وهي الطين الأسود وقرئ حامية أي حارة ولعلها جمعت الوصفين فلا تنافي بين القراءتين وغروبها في بحر العين وهو البحر المحيط في رأي العين (ووجد عندها قوما) كفارا (قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب) القوم بالقتل بكفرهم (وإما أن تتخذ فيهم حسنا) بالهداية إلى الإيمان وقيل بالأسر (قال أما من ظلم) بالإصرار على كفره (فسوف نعذبه) في الدنيا (ثم يرد إلى ربه) في الآخرة (فيعذبه عذابا نكرا (6) منكرا غير معهود...