تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٩٦
هذا نصبا * (62) * قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا * (63) * قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا * (64) * فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمنه من لدنا علما * (65) * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا * (66) * قال إنك لن تستطيع معي صبرا * (67) * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * (68) * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا * (69) * قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا * (70) * فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * (71) * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * (72) * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا * (73) * فانطلقا حتى إذا لقيا غلما فقتله قال أقتلت نفسا زكية) * بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * (74) * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا * (75) * قال إن سألتك عن شئ) * بعدها فلا تصحبني قد بلغت من لدني عذرا * (76) * فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها
____________________
هذا نصبا) تعبا (قال أرأيت) ما وقع (إذ أوينا إلى الصخرة) بذلك المكان (فإني نسيت الحوت وما أنسانيه (1) إلا الشيطان أن أذكره) بدل اشتمال (واتخذ سبيله في البحر عجبا) سبيلا يتعجب منه موسى وفتاه وقيل مصدر أضمر فعله ختم به كلامه أو أجابه موسى تعجبا من ذلك وقيل اتخذ موسى سبيل الحوت عجبا (قال) موسى (ذلك) أي فقد الحوت (ما كنا نبغ (2)) لأنه علامة لمن تطلبه (فارتدا على آثارهما) رجعا في الطريق الذي جاءا فيه يقتصان (قصصا فوجدا عبدا من عبادنا) هو الخضر (آتيناه رحمة) نبوة (من عندنا) أو ولاية (وعلمناه من لدنا علما) من علم الغيب (قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن) بدون الياء وبها (مما علمت رشدا (3)) علما فأرشد (قال إنك لن تستطيع معي صبرا) وقرئ بفتح ياء معي في الثلاث أي يشق عليك لأن كلا منا يعلم ما لا يعلمه الآخر وموكل بأمر لا يطيقه الآخر (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) وظاهره منكر عندك ولا تعلم باطنه (قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) تأمرني به (قال فإن اتبعتني فلا تسئلني (4) عن شئ) تنكره (حتى أحدث لك منه ذكرا) أبتدئك بتفسيره (فانطلقا) يمشيان على الساحل (حتى إذا ركبا في السفينة) التي مرت بهما (خرقها) الخضر بأن قلع لوحا منها بفأس (قال) موسى (أخرقتها لتغرق أهلها (4) لقد جئت شيئا إمرا) عظيما منكرا (قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني) تكلفني (من أمري عسرا (5)) مشقة بل عاملني باليسر والمسامحة (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما) يلعب مع الصبيان (فقتله) أضجعه فذبحه أو اقتلع رأسه بيده أو ضربه برجله فمات (قال أقتلت نفسا زكية (6)) طاهرة من الذنوب (بغير نفس) بغير قود وقرئ زاكية (لقد جئت شيئا نكرا) منكرا (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) زاد فيه على ما قبله تأكيدا لتكرر الإنكار منه (قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني (7)) من قبلي (عذرا) في مفارقتك (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية) هي أنطاكية أو أيلة وعن الصادق (عليه السلام) هي ناصرة (استطعما أهلها) سألاهم الطعام ضيافة وكرر الأهل لئلا يلزم خلو الصفة من ضمير الموصوف إذ استطعما صفته وجملة قال جواب ولم يحذف من الأول فيقال أتيا قرية إشعارا بأن المقصود إتيان الأهل لا القرية ويمكن أن يقال تكرير الأهل للتصريح بأن من استطعماه من أهل القرية لا الغرباء الموجودين فيها تنصيصا على قبح فعلهم أو المراد بالأهل الثاني غير الأول...

(1) أنسانيه: بكسر آخره.
(2) نبغي.
(3) رشدا: بضم الشين.
(4) تسألني: بفتح اللام وتشديد النون بالكسر بعدها ياء - تسألن: بفتح اللام وتشديد النون بالكسر.
(5) ليغرق أهلها.
(6) عسرا: بضم السين.
(7) زاكية.
(8) لدني: بسكون الدال.
وتخفيف النون - لدني: بضم الدال وتخفيف النون.
(٢٩٦)
مفاتيح البحث: الصبر (1)، الخرق (1)، السفينة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»