____________________
هذا نصبا) تعبا (قال أرأيت) ما وقع (إذ أوينا إلى الصخرة) بذلك المكان (فإني نسيت الحوت وما أنسانيه (1) إلا الشيطان أن أذكره) بدل اشتمال (واتخذ سبيله في البحر عجبا) سبيلا يتعجب منه موسى وفتاه وقيل مصدر أضمر فعله ختم به كلامه أو أجابه موسى تعجبا من ذلك وقيل اتخذ موسى سبيل الحوت عجبا (قال) موسى (ذلك) أي فقد الحوت (ما كنا نبغ (2)) لأنه علامة لمن تطلبه (فارتدا على آثارهما) رجعا في الطريق الذي جاءا فيه يقتصان (قصصا فوجدا عبدا من عبادنا) هو الخضر (آتيناه رحمة) نبوة (من عندنا) أو ولاية (وعلمناه من لدنا علما) من علم الغيب (قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن) بدون الياء وبها (مما علمت رشدا (3)) علما فأرشد (قال إنك لن تستطيع معي صبرا) وقرئ بفتح ياء معي في الثلاث أي يشق عليك لأن كلا منا يعلم ما لا يعلمه الآخر وموكل بأمر لا يطيقه الآخر (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) وظاهره منكر عندك ولا تعلم باطنه (قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) تأمرني به (قال فإن اتبعتني فلا تسئلني (4) عن شئ) تنكره (حتى أحدث لك منه ذكرا) أبتدئك بتفسيره (فانطلقا) يمشيان على الساحل (حتى إذا ركبا في السفينة) التي مرت بهما (خرقها) الخضر بأن قلع لوحا منها بفأس (قال) موسى (أخرقتها لتغرق أهلها (4) لقد جئت شيئا إمرا) عظيما منكرا (قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني) تكلفني (من أمري عسرا (5)) مشقة بل عاملني باليسر والمسامحة (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما) يلعب مع الصبيان (فقتله) أضجعه فذبحه أو اقتلع رأسه بيده أو ضربه برجله فمات (قال أقتلت نفسا زكية (6)) طاهرة من الذنوب (بغير نفس) بغير قود وقرئ زاكية (لقد جئت شيئا نكرا) منكرا (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) زاد فيه على ما قبله تأكيدا لتكرر الإنكار منه (قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني (7)) من قبلي (عذرا) في مفارقتك (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية) هي أنطاكية أو أيلة وعن الصادق (عليه السلام) هي ناصرة (استطعما أهلها) سألاهم الطعام ضيافة وكرر الأهل لئلا يلزم خلو الصفة من ضمير الموصوف إذ استطعما صفته وجملة قال جواب ولم يحذف من الأول فيقال أتيا قرية إشعارا بأن المقصود إتيان الأهل لا القرية ويمكن أن يقال تكرير الأهل للتصريح بأن من استطعماه من أهل القرية لا الغرباء الموجودين فيها تنصيصا على قبح فعلهم أو المراد بالأهل الثاني غير الأول...