____________________
ما كان) ما صح (للمشركين أن يعمروا مساجد (1) الله) شيئا منها أو المسجد الحرام وجمع لأنه قبلة المساجد فكأنه الجميع (شاهدين) حال من الواو (على أنفسهم بالكفر) أي يدل قولهم وفعلهم على كفرهم (أولئك حبطت) بطلت (أعمالهم) التي هي من جنس الطاعة لفقد شرطها (وفي النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة) لا يعمرها إلا من جمع فيه هذه الخصال وعمارتها رمها وكنسها وفرشها والإسراج فيها وزيارتها وشغلها بالعبادة والذكر (ولم يخش) في أمر الدين (إلا الله فعسى (2) أولئك أن يكونوا من المهتدين) إلى طريق الجنة أي هم منهم لأن عسى من الله واجب وفيها ردع للمؤمنين أن يغتروا بحالهم (أجعلتم سقاية (3) الحاج وعمارة المسجد الحرام) أي أهل السقاية والعمارة كإيمان من آمن نزلت حين افتخر العباس وشيبة بالسقاية والحجابة وعلي وحمزة وجعفر بالإيمان والجهاد في سبيل الله (لا يستوون (4) عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) الكافرين بل يتركهم وما اختاروا من الضلال وهو بيان لعدم استوائهم (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله) أعلى رتبة وأكثر فضلا من غيرهم (وأولئك هم الفائزون) الظافرون بالبغية (يبشرهم (5)) بالتشديد والتخفيف (ربهم برحمة منه ورضوان (6) وجنات لهم فيها نعيم مقيم) دائم (خالدين فيها أبدا) زمانا لا نهاية له (إن الله عنده أجر عظيم يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء) يصدونكم عن الدين قيل لما أمر الناس بالهجرة فمنهم من تعلق به أبواه وأهله وولده فترك الهجرة لأجلهم فنزلت (إن استحبوا الكفر) اختاروه (على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) بوضع التولي في غير محله (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وأزواجكم وعشيرتكم (7)) أقرباؤكم وقرئ عشيراتكم (وأموال اقترفتموها) اكتسبتموها (وتجارة تخشون كسادها) عدم نفاقها (ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله) فأثرتموه على الهجرة والجهاد (فتربصوا) فانتظروا (حتى يأتي (8) الله بأمره) بعقوبته أو بحكمه تهديد لهم (والله لا يهدى...