تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٠٦
أنفسهم وهم كافرون * (55) * ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون * (56) * لو يجدون ملجا أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون * (57) * ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون * (58) * ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون * (59) *، إنما الصدقات للفقراء والمسكين والعملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم * (60) * ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم * (61) * يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين * (62) * ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خلدا فيها ذلك الخزي العظيم * (63) * يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤا إن الله
____________________
أنفسهم) تخرج (وهم كافرون ويحلفون بالله إنهم لمنكم) أي مؤمنون (وما هم منكم) لكفرهم باطنا (ولكنهم قوم يفرقون) يخافون القتل والأسر فيظهرون الإيمان (لو يجدون ملجأ) حرزا يلجئون إليه (أو مغارات) غيرانا (أو مدخلا (1)) سربا يدخلونه (لولوا) عنكم (إليه وهم يجمحون) يسرعون لا يردهم شئ كالفرس الجموح (ومنهم من يلمزك) يعيبك (في الصدقات) في قسمتها (فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) قال الصادق (عليه السلام) أهل هذه الآية أكثر من ثلثي الناس (ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله) من الصدقة أو الغنيمة (وقالوا حسبنا الله) كافينا (سيؤتينا الله من فضله) صدقة أو غنيمة أخرى (ورسوله) فيوفر حظنا (إنا إلى الله راغبون) أن يغنينا، وجواب لو مقدر أي لكان خيرا لهم (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) أي الزكاة للمذكورين لا غير واللام لبيان المصرف فلا يجب البسط على الأصناف كما عليه الأصحاب وأكثر الجمهور وقيل للملك فيجب البسط عليهم والفقير والمسكين العاجزان عن قوت السنة لهما ولواجبي نفقتهما (والعاملين عليها) السعاة في جمعها (والمؤلفة (2) قلوبهم) من الكفار ليسلموا أو ليذبوا عن المسلمين أو قوم أسلموا يعطون لتقوى نياتهم وليرغب نظائرهم في الإسلام (وفي الرقاب) في فكها بإعانة المكاتبين وابتياع المماليك وعتقهم إذا كانوا في شدة أو عدم المستحق، وقيل مطلقا وعدل عن اللام إلى في إيذانا بأن الصرف في الجهة لا إلى الرقاب (والغارمين) المديونين في غير معصية أو تابوا وليس لهم وفاء أو في إصلاح ذات البين ولو أغنياء (وفي سبيل الله) الجهاد وجميع سبل الخير والمصالح (وابن السبيل) المنقطع في السفر ولو غنيا في بلده (فريضة من الله) أي فرضها لهم فريضة (والله عليم) بخلقه (حكيم) في تدبيره (ومنهم الذين يؤذون النبي) باغتيابه ونم حديثه (ويقولون) لمن ينهاهم منهم عن ذلك لئلا يبلغه (هو أذن (4)) يسمع كل قول ويقبله فإذا قلنا له لم نقل صدقنا، سمي بالجارحة مبالغة كالعين للربيئة أو من أذن أذنا استمع (قل أذن (4) خير) مستمع خير (لكم) لا مستمع شر (يؤمن (5) بالله) يصدق به لدلائله (ويؤمن للمؤمنين (6)) يصدقهم لخلوصهم واللام زائدة للفرق بين إيمان الإذعان وغيره (و) هو (رحمة (7) للذين آمنوا منكم) ظاهرا إذ يقنع ذلك ولا يكشف سركم (والذين يؤذون (8) رسول الله) في نفسه أو في أهل بيته لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا علي سلمك سلمي وحربك حربي وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة بضعة مني من أذاها فقد آذاني (لهم عذاب أليم يحلفون بالله لكم) أيها المؤمنون أنهم لم يقولوا ما بلغكم عنهم (ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه) بالطاعة وأفرد الضمير لتلازم الرضاءين أو يقدر الآخر (إن كانوا مؤمنين (9)) حقا (ألم يعلموا أنه) الشأن (من يحادد) يشاقق (الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم يحذر المنافقون) يخافون خبر أو أمر (أن تنزل (10)

(1) مدخلا - بفتح الميم وسكون الدال.
(2) المؤلفة.
(3) يؤذون النبئ.
(4) أذن - بسكون الذال.
(5) يؤمن.
(6) يؤمن للمؤمنين.
(7) رحمة - بكسر اخره منونا.
(8) يؤذون.
(9) مومنين.
(10) تنزل بسكون النون وفتح الزاي.
(٢٠٦)
مفاتيح البحث: سبيل الله (1)، الأذان (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»