تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٠٣
بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون * (32) * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون * (33) * يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * (34) * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون * (35) * إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين * (36) * إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين * (37) * يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة
____________________
(بأفواههم) بتكذيبهم (ويأبى (1) الله إلا أن يتم نوره) بإظهار حججه وإعزاز دينه (ولو كره الكافرون) إتمامه (هو الذي أرسل رسوله) محمدا (بالهدى (2) ودين الحق ليظهره على الدين كله) على جميع الأديان بالحجة والغلبة فينسخها أو على أهلها فيقهرهم، وعن الباقر (عليه السلام) أن ذلك يكون عند خروج المهدي من آل محمد (ولو كره المشركون) ذلك (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون (3) أموال الناس بالباطل) كالرشاء في الحكم وسمي الأخذ أكلا لأن معظمه له (ويصدون عن سبيل الله) دينه (والذين يكنزون الذهب والفضة) من المسلمين وغيرهم (ولا ينفقونها في سبيل الله) لا يؤدون زكاتها قال (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أدى زكاته فليس بكنز (فبشرهم بعذاب أليم) مؤلم (يوم يحمى (4)) يوقد (عليها في نار جهنم) حتى تصير نارا (فتكوى (5) بها جباههم وجنوبهم وظهورهم) لأنها أصول الجهات الأربع من مقاديم البدن ومؤخرة وجنبه فيستوعبه الكي (هذا ما كنزتم) بتقدير القول (لأنفسكم) لنفعها صار ضررا لها (فذوقوا ما كنتم تكنزون) أي وباله (إن عدة الشهور) المعتبرة للسنة (عند الله اثنى عشر شهرا) ثابتة (في كتاب الله) اللوح أو حكمه (يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم) ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب (ذلك) أي تحريمها (الدين القيم) القويم دين إبراهيم ومنه ورثه العرب (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) بالمعاصي فإن الوزر فيهن أعظم، قيل نسخ تحريم القتال فيها لأن غزاة حنين والطائف في شوال وذي القعدة وقيل الضمير لكل الشهور (وقاتلوا المشركين كافة) جميعا مصدر وقع حالا (كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين) بالنصر والحفظ (إنما النسئ (7)) مصدر نسأه أخره أي تأخير حرم شهر إلى آخر كانوا إذا أهل المحرم وهم في حرب أحلوه وحرموا مكانه صفرا وعن الصادق (عليه السلام) تخفيف الياء بلا همز (زيادة في الكفر) إذ تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل كفر (يضل (8) به الذين كفروا ويحلونه) أي الشهر المنسي (عاما ويحرمونه) يتركونه على حرمته (عاما ليواطئوا) ليوافقوا بتحليل أشهر وتحريم أخر بدله (عدة ما حرم الله) أي الأربعة الحرم (فيحلوا ما حرم الله) إذ لم يراعوا وقت العدة (زين لهم سوء أعمالهم) قبيحها فحسبوه حسنا والمزين الشيطان (والله لا يهدي القوم الكافرين) لا يلطف بهم بل يتركهم وما اختاروا من الضلال (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم) تثاقلتم (إلى الأرض) والمقام فيها حين أمروا بغزاة تبوك في وقت عسر وحر مع بعد شقه فشق عليهم (أرضيتم بالحياة الدنيا (9)) ودعتها بدلا (من الآخرة) ونعيمها...

(1) ويأبى: بكسر الباء بعدها ياء.
(2) بالهدى. بكسر الدال بعدها ياء.
(3) لياكلون.
(4) يحمى: بكسر الميم بعدها ياء.
(5) فتكوى بكسر الواو بعدها ياء.
(6) فيهن بضم الهاء.
(7) النسئ بكسر السين وضم الياء.
(8) يضل بكسر الضاد.
(9) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»