تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٠٤
فما متع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * (38) * إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير * (39) * إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم * (40) * انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون * (41) * لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون * (42) * عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين * (43) * لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم) * بالمتقين * (44) * إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون * (45) *، ولو أرادوا الخروج لأعدوا له
____________________
(فما متاع الحياة الدنيا (1)) أي فوائدها (في الآخرة) في جنب متاع الآخرة (إلا قليل) حقير (إلا تنفروا) إلى ما دعيتم إليه (يعذبكم عذابا أليما) في الدنيا والآخرة (ويستبدل) بكم (قوما غيركم) مطيعين كأهل اليمن أو أبناء فارس (ولا تضروه) أي الله (شيئا) بترك نصرة دينه (والله على كل شئ قدير) ومنه نصر دينه ورسوله ببلدكم وبلا مدد (إلا تنصروه) أي الرسول (فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا) ألجئوه إلى الخروج من مكة لما هموا بنفيه أو حبسه أو قتله (ثاني اثنين) حال أي معه واحد لا غير (إذ هما في الغار) نقب في ثور وهو جبل بقرب مكة (إذ) بدل ثان (يقول لصاحبه) ولا مدح فيه إذ قد يصحب المؤمن الكافر كما قال له صاحبه وهو يحاوره (لا تحزن) فإنه خاف على نفسه وقبض واضطرب حتى كاد أن يدل عليهما فنهاه عن ذلك (إن الله معنا) عالم بنا ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم - إلى قوله - إلا هو معهم أي عالم بهم (فأنزل الله سكينته) طمأنينته (عليه) على الرسول وفي إفراده (صلى الله عليه وآله وسلم) بها هاهنا مع اشتراك المؤمنين معه حيث ذكرت ما لا يخفى وجعل الهاء لصاحبه بنفيه كونها للرسول قبل وبعد (وأيده بجنود لم تروها) بالملائكة في الغار وفي حروبه (وجعل) بنصره لرسوله (كلمة الذين كفروا السفلى (2)) أي الشرك أو دعوته (وكلمة الله هي العليا) أي التوحيد أو دعوة الإسلام (والله عزيز) في أمره (حكيم) في صنعه (انفروا خفافا وثقالا) نشاطا وغير نشاط أو ركبانا ومشاتا أو أغنياء وفقراء أو صحاحا ومرضى ونسخ بآية ليس على الأعمى وليس على الضعفاء (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) بما أمكن منهما (ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) والخير علمتم أنه خير (لو كان) ما دعوا إليه (عرضا قريبا) غنيمة سهلة المأخذ (وسفرا قاصدا) وسطا (لاتبعوك) طمعا في المال (ولكن بعدت عليهم (4) الشقة) المسافة التي يشق قطعها (وسيحلفون بالله) قائلين اعتذارا (لو استطعنا) الخروج (لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم) بالحلف الكاذب حال من الواو (والله يعلم إنهم لكاذبون) في حلفهم (عفا الله عنك) كان (صلى الله عليه وآله وسلم) أذن لجماعة في التخلف عنه وكان الأولى ترك الإذن فعوتب عليه (لم أذنت لهم) في التخلف (حتى يتبين لك الذين صدقوا) في عذرهم (وتعلم الكاذبين) فيه (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر) بإخلاص في (أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم) أو بالتخلف عن أن يجاهدوا (والله عليم بالمتقين) ما ينافي الإخلاص (إنما يستأذنك (5)) في التخلف (الذين لا يؤمنون (6) بالله واليوم الآخر) وارتابت قلوبهم) شكت (فهم في ريبهم يترددون) يتحيرون (ولو أرادوا الخروج) معك (لأعدوا له....

(1) الدنيى. بكسر الياء بعدها ياء.
(2) السفلى. بكسر اللام بعدها ياء.
(3) بفتح آخره.
(4) عليهم. بكسر الهاء والميم - عليهم. بضم الهاء والميم.
(5) يستأذنك.
(6) يؤمنون.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»