تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٩٧
الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون * (59) * وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون * (60) *، وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم * (61) * وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين * (62) * وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم * (63) * يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * (64) * يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون * (65) * الان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصبرين * (66) * ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة
____________________
(الذين كفروا سبقوا) فأتوا الله وقرئ بالياء بجعل فاعله (الذين كفروا) والمفعول الأول محذوف أي أنفسهم (إنهم (1) لا يعجزون) استيناف إن كسرت أو بتقدير اللام إن فتحت أي لأنهم لا يفوتونه (وأعدوا لهم) لحربهم (ما استطعتم من قوة) مما يتقى به في الحرب وروي أنها الرمي (ومن رباط الخيل) فعال معنى مفعول أي التي تربط في سبيل الله أو مصدر أي ربطها وحبسها فيه (ترهبون (2)) تخوفون (به عدو الله وعدوكم) أي كفار مكة (وآخرين من دونهم) من غيرهم من اليهود أو المنافقين أو الفرس (لا تعلمونهم) بأعيانهم (الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم) أجره (وأنتم لا تظلمون) بنقص شئ منه (وإن جنحوا) مالوا (للسلم (3)) بفتح السين وكسرها الصلح (فاجنح لها) للمسالمة وهو منسوخ بآية السيف أو خاص بأهل الكتاب (وتوكل على الله إنه هو السميع) لأقوالهم (العليم) بأسرارهم (وإن يريدوا أن يخدعوك) بالصلح (فإن حسبك) كافيك (الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين (4)) جميعا (وألف بين قلوبهم) مع تضاغنهم (لو أنفقت ما في الأرض جميعا (من المال لتؤالف بينهم) ما ألفت بين قلوبهم) لشدة عداوتهم (ولكن الله ألف بينهم) بقدرته معجزة لك (إنه عزيز) غالب لا يعجزه شئ (حكيم) في صنعه (يا أيها النبي (5) حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين (6)) من عطف على الله أي كافيك الله والمؤمنون أو على الكاف على رأى، أو مفعول معه (يا أيها النبي (5) حرض المؤمنين (6)) حثهم (على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين (7) وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا) خبر معناه الأمر بمقاومة الواحد للعشرة والوعد بالغلبة إن صبروا (بأنهم) بسبب أنهم (قوم لا يفقهون) أنهم مغالبون الله ومغالبه مغلوب، أو يجهلون الآخرة فلا يرجون ثوابها (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا (8)) عن مقاومة الواحد للعشرة (فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين) بالعون والحفظ (ما كان لنبي أن يكون) وقرئ بالتاء (له أسرى (10) حتى يثخن في الأرض) يكثر قتل الكفار ويذلهم (تريدون) أيها المؤمنون (عرض الدنيا (11)) حطام الدنيا بأخذ الفداء (والله يريد) لكم (الآخرة) أي ثوابها بقتلهم وقهرهم.

(1) أنهم.
(2) ترهبون - بفتح الهاء.
(3) للسلم - بكسر السين المشددة.
(4) بالمؤمنين.
(5) النبئ.
(6) المؤمنين.
(7) ميتين. ومية بابدال الهمزة ياء.
(8) ضعفاء - بضم الضاد - ضعفاء بضم الضاد والعين وبآخرها همزة.
(9) لنبئ أن تكون.
(10) الأسارى.
(11) الدنيى.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»