تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٩٨
والله عزيز حكيم * (67) * لولا كتب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم * (68) * فكلوا مما غنمتم حللا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم * (69) * يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم * (70) * وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم * (71) * إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من وليتهم من شئ حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم) * بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير * (72) * والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير * (73) * والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم * (74) * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام
____________________
(والله عزيز) غالب لا يغلب (حكيم) في تدبيره (لولا كتاب) حكم (من الله سبق) وهو أنه لا يعذب بما لم ينه عنه صريحا وأنه سيحل لكم الفداء (لمسكم) لأصابكم (فيما أخذتم) من الفداء (عذاب عظيم) من باب إياك أعني (فكلوا مما غنمتم) من الغنائم قيل أمسكوا عنها فنزلت أو من الفداء فإنه من الغنائم (حلالا) حال من ما أو أكلا حلالا كذا (طيبا واتقوا الله إن الله غفور) لذنوبكم (رحيم) أبا حكم ما غنمتم (يا أيها النبي (1) قل لمن في أيديكم من الأسرى (2)) وقرئ الأسارى (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا) إيمانا خالصا (يؤتكم (3) خيرا مما أخذ منكم) من الفداء (ويغفر لكم والله غفور رحيم) نزلت في العباس وعقيل ونوفل (وإن يريدوا خيانتك) نقض العهد (فقد خانوا الله) بالكفر (من قبل فأمكن منهم) يوم بدر بالقتل والأسر فيمكن منهم إن خافوا (والله عليم) بنياتهم (حكيم) في صنعه بهم (إن الذين آمنوا وهاجروا) ديارهم (وجاهدوا بأموالهم) بالإنفاق (وأنفسهم) بالقتال (في سبيل الله) وهم المهاجرون (والذين آووا) النبي والمهاجرين (ونصروا) المذكورين على أعدائهم وهم الأنصار (أولئك بعضهم أولياء بعض) في النصرة أو الميراث كان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالهجرة دون الأقارب فنسخه وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض (والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم (4)) بفتح الواو وكسرها (من شئ) فلا توارث بينكم وبينهم (حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم) فواجب عليكم (النصر) لهم على الكفار (إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) عهد فلا تنصروهم عليهم (والله بما تعملون بصير والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) في النصرة أو الميراث ومفهومه نفي الولاية بينهم وبين المؤمنين (إلا تفعلوه) أي تولى بعضكم بعضا أيها المؤمنون وقطع الكفار (تكن) تحصل (فتنة في الأرض) قوة الكفر (وفساد كبير) ضعف الإسلام (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا) أي حق إيمانهم حقا وهم الكاملون في الإيمان (لهم مغفرة ورزق كريم) في الجنة (والذين آمنوا من بعد) أي بعد السابقين بالإيمان والهجرة (وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) أيها المهاجرون والأنصار (وأولوا الأرحام) ذو القربات

(1) النبئ.
(2) الأسارى.
(3) يوتكم.
(4) ولايتهم - بكسر الواو.
(5) المؤمنون.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»