تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٩٤
إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * (32) * وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون * (33) * وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون * (34) * وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * (35) * إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون * (36) * ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون * (37) * قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين * (38) * وقتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير * (39) * وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير * (40) *، واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمسكين
____________________
بمكرهم أورده عليهم أو بمعاملتهم معاملة الماكر بهم بمبيت علي (عليه السلام) في الفراش حين أخرجوك إلى الغار (والله خير الماكرين) أعلمهم بالتدبير (وإذا تتلى عليهم (1) آياتنا) القرآن (قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا) قالوه عنادا (إن هذا إلا أساطير الأولين) ما سطروه من القصص (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا) الذي يتلوه محمد، أو قوله في علي (عليه السلام) من كنت مولاه فعلي مولاه كما روي (هو الحق) الثابت تنزيله (من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا (2) بعذاب أليم) على جحوده وقائله النضر وأبو جهل أو النعمان بن الحارث تهكما وإظهارا للجزم ببطلانه (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم (3)) بيان لسبب إمهالهم فيما سألوه (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) أي يستغفر فيهم بقية المؤمنين الذين لم يهاجروا عجزا (وما) أي شئ (لهم ألا يعذبهم الله) يمنع تعذيبهم بعد خروجك منهم وخروج البقية (وهم يصدون) يمنعون النبي والمؤمنين (عن المسجد الحرام) بإلجائهم إلى الهجرة وإحضارهم عام الحديبية (وما كانوا أوليائه) كما زعموا أنهم ولاة البيت الحرام (إن أولياؤه إلا المتقون) لا المشركون (ولكن أكثرهم لا يعلمون) ذلك (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء) صفيرا (وتصدية) تصفيقا باليدين أي وضعوا ذلك موضع الدعاء أو الصلاة التي أمروا بها فمن هذه صلاته لا يصلح لولاية المسجد، قيل كانوا يفعلون ذلك في طوافهم عراة رجالا ونساء، وقيل يفعلونه إذا صلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليخلطوا عليه (فذوقوا العذاب) أي القتل ببدر أو عذاب الآخرة (بما كنتم تكفرون) بكفركم (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم) في حرب الرسول (ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها) بأجمعها (ثم تكون) تصير في العاقبة (عليهم (1) حسرة) غما لفواتها وفوات مقصودهم (ثم يغلبون) في الحرب (والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) يساقون (ليميز (4)) بالتخفيف والتشديد (الله الخبيث من الطيب) الكافر من المؤمن (ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا) يجمعه حتى يتراكب بعضه على بعض لازدحامهم أو يضم ما أنفقوه إليهم ليعذبوا به كالكافرين (فيجعله في جهنم أولئك) المنافقون (هم الخاسرون) أنفسهم إذا اشتروا العذاب لها بأموالهم فخسروا الدنيا والآخرة (قل للذين كفروا) لأجلهم كأبي سفيان وأصحابه (إن ينتهوا) عن الكفر وحرب الرسول (يغفر لهم ما قد سلف) من ذنوبهم (وإن يعودوا) إلى حربه (فقد مضت سنة الأولين) الذين حاربوا الأنبياء فدمروا (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) لا يوجد فيهم الشرك (ويكون الدين كله لله) بالاجتماع على الدين الحق (فإن انتهوا) عن الكفر (فإن الله بما يعملون بصير) فلا يضيع أجرهم (وإن تولوا) عن دين الله (فاعلموا أن الله مولاكم (5)) متولي أموركم وناصركم (نعم المولى (6) يحفظ من تولاه

(1) عليهم: بضم الهاء.
(2) أويتنا: بكسر الواو بعدها ياء.
(3) فيهم: بضم الهاء والميم.
(4) ليميز: بضم الياء الأولى وتشديد الياء الثانية بالكسر.
(5) موليكم.
(6) المولى: بكسر اللام بعدها ياء.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»