تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٩٥
وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شئ قدير * (41) * إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم * (42) * إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور * (43) * وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضى الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور * (44) * يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * (45) * وأطيعوا الله ورسوله ولا تنزعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصبرين * (46) * ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديرهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط * (47) * وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه
____________________
(ونعم النصير) لا يخذل من نصر (واعلموا أنما غنمتم) استفدتم (من شئ) وإن قل (فأن لله خمسه) خبر محذوف أو مبتدأ أي فالحكم، أو فواجب أن لله خمسه (وللرسول ولذي القربى (1)) الإمام (واليتامى (2)) يتامى الرسول (والمساكين) منهم (وابن السبيل) منهم (وإن كنتم آمنتم بالله) جوابه محذوف دل عليه اعلموا أي فاعلموا حكمه في الخمس واعلموا به (وما أنزلنا على عبدنا) من الفتح والآيات (يوم الفرقان) يوم بدر إذ فرق فيه بين الحق والباطل (يوم التقى الجمعان) المسلمون والكفار (والله على كل شئ قدير) ومنه نصركم (إذ) بدل من يوم الفرقان (أنتم بالعدوة الدنيا (3)) جانب الوادي الأدنى من المدينة (وهم) أي النفير (بالعدوة القصوى (4)) جانبه الأبعد منها (والركب) العير بمكان (أسفل منكم ولو تواعدتم) أنتم والنفير للقتال ثم علمتم ضعفكم وقوتهم (لاختلفتم) أنتم (في الميعاد) رهبة منهم (ولكن) جمعكم بلا ميعاد (ليقضي الله أمرا كان مفعولا) واجبا كونه وهو نصركم وقهركم (ليهلك من هلك عن بينة) من حجة واضحة قامت عليه وهي وقعة بدر أو غيرها (ويحيى من حي (5)) بالفك والإدغام (عن بينة) يعلم الباقون أن الله نصره (وإن الله لسميع) للأقوال (عليم) بالعقائد والأعمال (إذ) اذكروا (يريكهم الله في منامك قليلا) أي يقللهم في عينك في نومك لتخبر أصحابك فيجترئوا عليهم (ولو أراكهم (6) كثيرا لفشلتم) جبنتم (ولتنازعتم في الأمر) أمر القتال من الإقدام والأحجام (ولكن الله سلم) سلمكم من القتل والتنازع (إنه عليم بذات الصدور) بما يحدث في القلوب (وإذ يريكموهم) أيها المؤمنون (إذ التقيتم في أعينكم قليلا) أو سبعين أو مائة وهم نحو ألف لتثبتوا لهم (ويقللكم في أعينهم) ليجترئوا عليكم ولا يتهيؤوا لكم (ليقضي الله أمرا كان مفعولا) كرر لأن المراد بالأمر هناك الالتقاء على تلك الصفة وهنا إعزاز الإسلام وإذلال الشرك (وإلى الله ترجع (7) الأمور يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة) قابلتم جماعة كافرة (فاثبتوا) لقتالهم ولا تنهزموا (واذكروا الله كثيرا) مستعينين بذكره ودعائه على قتالهم (لعلكم تفلحون) تظفرون بالنصر والثواب (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا) باختلاف كلمتكم (فتفشلوا) فتجبنوا جواب النهي (وتذهب ريحكم) دولتكم، استعير لها الريح لمشابهتها لها في نفاذ الأمر (واصبروا إن الله مع الصابرين) بالنصر والحفظ (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم) أي قريش خرجوا من مكة لمنع غيرهم (بطرا ورئاء الناس) حالان أو مفعولان له، قيل بعث إليهم أبو سفيان ارجعوا فقد نجت عيركم فقال أبو جهل لا نرجع حتى نرد بدرا أو ننحر الجزور ونشرب الخمور وتعزف لنا القيان ويسمع بها الناس فوافوها ولقوا ما لقوا (ويصدون عن سبيل الله) عطف على بطر (والله بما يعملون محيط) علما فيجازيهم به

(1) القربى. بكسر الباء بعدها ياء.
(2) اليتامى: بكسر الميم بعدها ياء.
(3) بالعدوة: بكسر العين - الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(4) بالعدوة: بكسر العين - القصوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(5) حيى. بكسر الياء الأولى وفتح الياء الثانية.
(6) أريكهم.
(7) ترجع: بفتح التاء وكسر الجيم.
(8) ورياء.
(١٩٥)
مفاتيح البحث: سبيل الله (1)، الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»