تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٠٨
ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم * (71) * وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومسكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم * (72) * يا أيها النبي جهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير * (73) * يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولى ولا نصير * (74) *، ومنهم من عهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * (75) * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون * (76) * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون * (77) * ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علم الغيوب * (78) * الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون
____________________
ويقيمون الصلاة ويؤتون (1) الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز) لا يمنع عما يريد (حكيم) يضع كل شئ موضعه (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة) يطيب فيها العيش قصور من لؤلؤ وزبرجد (في جنات عدن) إقامة وخلدا واسم إحدى الجنان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عدن دار الله التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر لا يسكنها غير ثلاثة النبيين والصديقين والشهداء (ورضوان (2) من الله أكبر ذلك) المذكور (هو الفوز العظيم يا أيها النبي جاهد الكفار) بالسيف (والمنافقين) بالوعظ والحجة (وأغلظ عليهم (3)) بالقول والفعل (ومأواهم (4) جهنم وبئس (5) المصير) المرجع هي (يحلفون بالله ما قالوا) شيئا يسوؤك (وقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) أظهروا الكفر بعد إظهار كلمة الإسلام (وهموا بما لم ينالوا) من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة العقبة في عوده من تبوك وهم اثنا عشر فأخبره الله بذلك فأمر حذيفة فضرب وجوه رواحلهم فردوا أو إخراجه من المدينة (وما نقموا) ما أنكروا (إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) بالغنائم بعد فقرهم وحاجتهم أي لم يصبهم منه إلا هذا وليس مما ينقم (فإن يتوبوا) عن النفاق ويخلصوا (يك) أي التوب (خيرا لهم وإن يتولوا) عن الخير (يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا) بالقتل (والآخرة) بالنار (وما لهم في الأرض من ولي) يمنعه منهم (ولا نصير) يدفعه عنهم (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به) منعوا حق الله منه (وتولوا) عن إعطائه (وهم معرضون) عن الدين هو ثعلبة بن خاطب كان محتاجا فعاهد الله فلما آتاه بخل به (فأعقبهم) أورثهم البخل (نفاقا) متمكنا (في قلوبهم إلى يوم يلقونه) يوم البعث (بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) بسبب إخلافهم الوعد وكذبهم (ألم يعلموا) أي المنافقون (أن الله يعلم سرهم) ما يضمرون في أنفسهم (ونجواهم) ما يتناجون به بينهم (وأن الله علام الغيوب (6)) بما غاب عن خلقه (الذين) بدل من الضمير في سرهم أو ذم مرفوع أو منصوب (يلمزون المطوعين) يعيبون المتطوعين (من المؤمنين (7) في الصدقات والذين لا يجدون...

(1) يوتون.
(2) رضوان: بضم الراء.
(3) عليهم: بضم الهاء.
(4) وماويهم.
(5) وبيس.
(6) الغيوب: بكسر العين.
(7) المؤمنين.
(٢٠٨)
مفاتيح البحث: الزكاة (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»