تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٨٦
وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * (160) * وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين * (161) * فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون * (162) * وسلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون * (163) * وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون * (164) * فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب) * بيس) * بما كانوا يفسقون * (165) * فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين * (166) * وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء
____________________
وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه (1) قومه) في التيه (أن اضرب بعصاك الحجر فضربه (فانبجست) انفجرت (منه اثنتي عشرة عينا قد علم كل أناس) كل سبط (مشربهم وظللنا عليهم الغمام) تقيهم الشمس (وأنزلنا عليهم (2) المن والسلوى (3)) وقلنا لهم (كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) فسر في البقرة (وإذا قيل لهم أسكنوا هذه القرية) بيت المقدس (وكلوا منها حيث شئتم (4) وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم) وقرئ خطاياكم وخطيئتكم (سنزيد المحسنين) ثوابا (فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم (5) رجزا من السماء بما كانوا يظلمون) فسر في البقرة (*) (وأسألهم) توبيخا (عن القرية) عن أهلها وما وقع بهم (التي كانت حاضرة البحر) بقرية وهي أيلة بين مدين والطور وقيل مدين (إذ يعدون) يتجاوزون حد الله (في السبت) بالصيد فيه وذلك أنهم نهوا عن ذلك فاتخذوا حياضا لا يتهيأ للحيتان الخروج منها فكانت تدخلها في السبت فيصيدونها يوم الأحد) إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا) ظاهرة على الماء (ويوم لا يسبتون) لا يعظمون السبت أي سائر الأيام (لا تأتيهم كذلك) البلاء (نبلوهم بما كانوا يفسقون) بفسقهم (وإذ قالت أمة منهم) وكانوا ثلاث فرق فرقة صادوا وفرقة نهوا وفرقة أمسكوا فقالت الماسكة للناهية (لم تعظون قوما الله مهلكهم) في الدنيا (أو معذبهم عذابا شديدا) في الآخرة (قالوا) جوابا لسؤالهم موعظتنا (معذرة) وقرئ بالنصب مصدرا أي نعتذر معذرة (إلى ربكم) لئلا ننسب إلى ترك النهي عن المنكر (ولعلهم يتقون) الله فلا يعصونه (فلما نسوا) تركوا (ما ذكروا به) من الوعظ فلم ينتهوا (أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا) بتعدي الحد (بعذاب بئيس (6)) شديد (بما كانوا يفسقون (بفسقهم (فلما عتوا عن ما (7) نهوا عنه) تكبروا عن تركه (قلنا لهم كونوا قردة خاسئين) مطرودين (وإذ تأذن ربك) بمعنى أذن أي أعلم أجري مجرى القسم كعلم الله فأجيب بجوابه وهو (ليبعثن عليهم (5)) ليسلطن على اليهود (إلى يوم القيامة من يسومهم سوء.

(1) موسى: بكسر السين بعدها ياء إذ استسقيه.
(2) عليهم بكسر الهاء والميم - عليهم بضم الهاء والميم.
(3) والسلوى بكسر الواو وبعدها ياء.
(4) شيتم.
(5) عليهم بضم الهاء.
* انظر الآية 57، 58، 59 منها.
(6) بئس بضم أوله وحذف الياء بعد الهمزة بيئس.
(7) عن ما مقطوع بالانفاق.
(١٨٦)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»