____________________
فيصيروا إلى النار (فبأي حديث بعده يؤمنون (1)) أي القرآن يؤمنون مع وضوح دلالته (ومن يضلل الله) يتركه وسوء اختياره (فلا هادي له) يقسره على الإيمان (ويذرهم (2) في طغيانهم) بالرفع على الاستيناف وقرئ بالنون (يعمهون) متحيرين (يسألونك عن الساعة) القيامة أو وقت موت الخلق (أيان مرساها (3)) متى إرساؤها أي إثباتها (قل إنما علمها عند ربي) لم يطلع عليه أحد (لا يجليها لوقتها) لا يظهرها في وقتها (إلا هو ثقلت في السماوات والأرض) عظمت على أهلها لهولها (لا تأتيكم (4) إلا بغتة) فجأة فتكون أعظم أو أهول (يسألونك كأنك حفي) مستقص في السؤال (عنها) حتى علمتها (قل إنما علمها عند الله) كرر تأكيدا (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) أن علمها عند الله استأثر به (قل لا أملك لنفسي نفعا) بجلب (ولا ضرا) بدفع (إلا ما شاء الله) أن يملكنيه من ذلك بإلهامه ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) من المنافع (وما مسني السوء) من فقر وغيره لاحترازي من أسبابه (إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) فإنهم المنتفعون بالإنذار والبشارة (هو) أي الله (الذي خلقكم من نفس واحدة) آدم (وجعل منها ) من ضلعها أو فضل طينتها أو جنسها (زوجها) حواء (ليسكن إليها) وذكر نظرا إلى المعنى (فلما تغشاها) جامعها (حملت حملا خفيفا) هو النطفة (فمرت به) فاستمرت به يجئ ويذهب لخفته (فلما أثقلت) بكبر الحمل في بطنها (دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا) ولدا سويا (لنكونن من الشاكرين) لك على ذلك (فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما) أي جعل أولادهما له شركاء فيما آتى أولادهما فسموه عبد اللات وعبد العزى (فتعالى الله عما يشركون) وقيل ضمير جعلا للنسل الصالح السوي وثني لأن حواء كانت تلد توأما، وقيل المعنى خلق الله كل واحد منهم من نفس واحدة وجعل زوجها من جنسها وضمير جعلا للنفس وزوجها من ولد آدم وضمير يشركون للجميع (أيشركون) توبيخ (ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون) أي الأصنام التي سموها آلهة وأفرد للفظ ما وجمع لمعناها (ولا يستطيعون لهم) أي لعبدتهم (نصرا ولا أنفسهم ينصرون) بدفع ما يعتريها (وإن تدعوهم) أي المشركين (إلى الهدى (6)) الإيمان (لا يتبعوكم (7) سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون إن الذين تدعون) تعبدون (من دون الله عباد) مملوكة مذللة (أمثالكم فادعوهم) في مهامكم (فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين) أنهم آلهة (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها) أي ليس لهم شئ من ذلك مما لكم فأنتم أفضل وأتم منهم ولم يستحق بعضكم عبادة بعض فكيف يستحقون عبادتكم.