تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٨٩
يعمهون * (186) * يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسئلونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون * (187) * قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون * (188) *، هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صلحا لنكونن من الشاكرين * (189) * فلما آتاهما صلحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون * (190) * أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون * (191) * ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون * (192) * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون * (193) * إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين * (194) * ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها
____________________
فيصيروا إلى النار (فبأي حديث بعده يؤمنون (1)) أي القرآن يؤمنون مع وضوح دلالته (ومن يضلل الله) يتركه وسوء اختياره (فلا هادي له) يقسره على الإيمان (ويذرهم (2) في طغيانهم) بالرفع على الاستيناف وقرئ بالنون (يعمهون) متحيرين (يسألونك عن الساعة) القيامة أو وقت موت الخلق (أيان مرساها (3)) متى إرساؤها أي إثباتها (قل إنما علمها عند ربي) لم يطلع عليه أحد (لا يجليها لوقتها) لا يظهرها في وقتها (إلا هو ثقلت في السماوات والأرض) عظمت على أهلها لهولها (لا تأتيكم (4) إلا بغتة) فجأة فتكون أعظم أو أهول (يسألونك كأنك حفي) مستقص في السؤال (عنها) حتى علمتها (قل إنما علمها عند الله) كرر تأكيدا (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) أن علمها عند الله استأثر به (قل لا أملك لنفسي نفعا) بجلب (ولا ضرا) بدفع (إلا ما شاء الله) أن يملكنيه من ذلك بإلهامه ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) من المنافع (وما مسني السوء) من فقر وغيره لاحترازي من أسبابه (إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) فإنهم المنتفعون بالإنذار والبشارة (هو) أي الله (الذي خلقكم من نفس واحدة) آدم (وجعل منها ) من ضلعها أو فضل طينتها أو جنسها (زوجها) حواء (ليسكن إليها) وذكر نظرا إلى المعنى (فلما تغشاها) جامعها (حملت حملا خفيفا) هو النطفة (فمرت به) فاستمرت به يجئ ويذهب لخفته (فلما أثقلت) بكبر الحمل في بطنها (دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا) ولدا سويا (لنكونن من الشاكرين) لك على ذلك (فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما) أي جعل أولادهما له شركاء فيما آتى أولادهما فسموه عبد اللات وعبد العزى (فتعالى الله عما يشركون) وقيل ضمير جعلا للنسل الصالح السوي وثني لأن حواء كانت تلد توأما، وقيل المعنى خلق الله كل واحد منهم من نفس واحدة وجعل زوجها من جنسها وضمير جعلا للنفس وزوجها من ولد آدم وضمير يشركون للجميع (أيشركون) توبيخ (ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون) أي الأصنام التي سموها آلهة وأفرد للفظ ما وجمع لمعناها (ولا يستطيعون لهم) أي لعبدتهم (نصرا ولا أنفسهم ينصرون) بدفع ما يعتريها (وإن تدعوهم) أي المشركين (إلى الهدى (6)) الإيمان (لا يتبعوكم (7) سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون إن الذين تدعون) تعبدون (من دون الله عباد) مملوكة مذللة (أمثالكم فادعوهم) في مهامكم (فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين) أنهم آلهة (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها) أي ليس لهم شئ من ذلك مما لكم فأنتم أفضل وأتم منهم ولم يستحق بعضكم عبادة بعض فكيف يستحقون عبادتكم.

(1) يؤمنون.
(2) يذرهم: بسكون الراء نذرهم: بضم الراء.
(3) مرسيها.
(4) تأتيكم.
(5) شركاء: من غير همزة وبكسر أوله.
(6) الهدى: بكسر الدال بعدها ياء.
(7) لا يتبعوكم: بسكون التاء.
(١٨٩)
مفاتيح البحث: الزوج، الزواج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»