تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٧٤
أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون * (43) * ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن) * بينهم أن لعنة الله على الظالمين * (44) * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون * (45) * وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا) * بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون * (46) * وإذا صرفت أبصرهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين * (47) * ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون * (48) * أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون * (49) * ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين * (50) * الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون * (51) * ولقد جئناهم بكتب فصلنه على علم هدى
____________________
أن تلكم الجنة) إذا رأوها أو دخلوها وأن مفسرة أو مخففة وكذا الأربع الآتية (أورثتموها بما كنتم تعملون ونادى (1) أصحاب الجنة أصحاب النار) تفريعا وتقريرا لهم (أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا) من العذاب (قالوا نعم (2) فأذن مؤذن (3)) فنادى مناد (بينهم) بين الفريقين (أن لعنة (4) الله على الظالمين الذين يصدون) الناس (عن سبيل الله) دينه (ويبغونها عوجا) يطلبون السبل معوجة أو يبغون لها العوج (وهم بالآخرة كافرون وبينهما حجاب) بين الفريقين أو أهل الجنة والنار سور حاجز (وعلى الأعراف) هو الحجاب أو أعرافه أي شرفه جمع عرف وهو ما ارتفع من الشئ (رجال يعرفون كلا) من أهل الجنة والنار (بسيماهم) بعلامتهم، روي الأعراف كثبان بين الجنة والنار يوقف عليها كل نبي مع المذنبين من أهل زمانه كما يقف صاحب الجيش مع ضعفاء جيشه وقد سبق المحسنون إلى الجنة (ونادوا) يعني هؤلاء المذنبين (أصحاب الجنة) أي الذين سبقوا إليها (أن سلام عليكم) أي إذا نظروا إليهم سلموا عليهم (لم يدخلوها وهم يطمعون) دخولها بشفاعة النبي والإمام (وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) في النار (ونادى أصحاب الأعراف) هم الأنبياء والخلفاء (رجالا يعرفونهم بسيماهم) من رؤساء الكفار (قالوا ما أغنى (5) عنكم جمعكم) في الدنيا (وما كنتم تستكبرون) واستكباركم (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) إشارة إلى أهل الجنة الذين كان الرؤساء يستضعفونهم ويحلفون أن لا يدخلهم الله الجنة (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ونادى (1) أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا) أصبوا (علينا من الماء أو مما رزقكم الله) من الطعام (قالوا إن الله حرمهما على الكافرين) منعهما عنهم (الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا) فحرموا وأحلوا ما شاؤوا بشهواتهم (وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم (6)) نتركهم في النار فعل الناسي (كما نسوا لقاء يومهم هذا) فلم يعملوا ولم يتأهبوا له (وما كانوا بآياتنا يجحدون) وكما جحدوها (ولقد جئناهم (7) بكتاب) هو القرآن (فصلناه) بيناه عقائد وأحكاما ومواعظ (على علم) حال من الفاعل أي عالمين بتفصيله أو من المفعول أي مشتمل على علم (هدى

(1) ونادى. بكسر الدال بعدها ياء.
(2) نعم: بكسر أوله.
(3) موذن.
(4) أن: بتشديد النون بالفتح لعنه بفتح أخره (5) أغنى. بكسر النون بعدها ياء.
(6) ننسيهم.
(7) جبناهم.
(١٧٤)
مفاتيح البحث: سبيل الله (1)، الظلم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»