تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٧٣
ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كفرين * (37) * قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون * (38) * وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون * (39) * إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزى المجرمين * (40) * لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزى الظالمين * (41) * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون * (42) * ونزعنا ما في صدورهم من غل تجرى من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا
____________________
ممن افترى (1) على الله كذبا) بنسبة ما لم يقله إليه (أو كذب بآياته) بالقرآن (أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب) مما كتب لهم من الرزق والأجل (حتى إذا جاءتهم رسلنا (2)) الملائكة (يتوفونهم قالوا أين ما (3) كنتم تدعون) تعبدون (من دون الله) من الآلهة (قالوا ضلوا) غابوا (عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) اعترفوا عند الموت بكفرهم (قال ادخلوا في أمم قد خلت) مضت على الكفر (من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة) في النار (لعنت أختها) التي خلت باتباعها (حتى إذا اداركوا) تداركوا وتلاحقوا (فيها جميعا قالت أخراهم (4)) دخولا وهم الأتباع (لأولاهم (5)) لأجلهم وهم القادة (ربنا هؤلاء (6) أضلونا فأتهم عذابا ضعفا) مضاعفا (من النار) إذ ضلوا وأضلوا (قال لكل) من الفريقين (ضعف) عذاب مضاعف لاجتماع الكل على الكفر (ولكن لا تعلمون (7)) ما لكل فريق وقرئ بالياء (وقالت أولاهم لأخراهم (4) فما كان لكم علينا من فضل) بل تساوينا في استحقاق الضعف (فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون) من قولهم أو قول الله (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها) فلم يؤمنوا بها (لا تفتح (8) لهم أبواب السماء) لرفع أعمالهم أو لأرواحهم (ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) يدخل البعير في ثقب الإبرة وهو مما لا يكون فكذا دخولهم (وكذلك) الجزاء (نجزي المجرمين لهم من جهنم مهاد) فراش (ومن فوقهم غواش) أغطية منها وتنوينه عوض عن الياء المحذوفة وقيل للصرف (وكذلك نجزي الظالمين والذين آمنوا وعملوا الصالحات) وعد بعد الوعيد (لا نكلف نفسا إلا وسعها) ما دون طاقتهما من العمل (أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما في صدورهم من غل) أخرجنا من قلوبهم الغش والحقد حتى لا يكون بينهم إلا التوادد وعبر بالماضي لتحققه (تجري من تحتهم (9)) تحت أبنيتهم (الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا) المنزل أو لما هذا ثوابه (وما (10) كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) حذف جواب لولا لدلالة ما قبله عليه (لقد جاءت رسل ربنا بالحق) فاهتدينا بهم (ونودوا.

(1) افترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) رسلنا. بكسر السين.
(3) مقطوع بالانفاق.
(4) أخريهم بكسر الراء بعدها ياء.
(5) أوليهم: بكسر اللام بعدها ياء.
(6) هؤلاى بابدال الهمزة الثانية ياء في الوصل.
(7) يعلمون.
(8) يفتح: بضم الياء وسكون الفاء وفتح التاء الخفيفة.
(9) تحتهم: بضم الهاء.
(10) ما يحذف الواو.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»