تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٥٢
كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون * (20) * ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون * (21) * ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون * (22) * ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين * (23) * انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون * (24) * ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين * (25) * وهم ينهون عنه وينون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون * (26) * ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * (27) * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون * (28) * وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين * (29) * ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * (30) * قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم
____________________
(كما يعرفون أبناءهم) بغير اشتباه (الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (1) ومن أظلم ممن افترى (2) على الله كذبا) بنسبة الشريك إليه (أو كذب بآياته) كالقرآن (إنه لا يفلح الظالمون ويوم نحشرهم (3) جميعا) عامل اليوم محذوف أي ويوم نحشرهم كان كيت وكيت (ثم نقول (4) للذين أشركوا) توبيخا (أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون) أنهم شركاء (ثم لم تكن (5) فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا (6) ما كنا مشركين) الفتنة الكفر أي لم تكن عاقبة كفرهم الذي لزموه طول أعمارهم وافتخروا به إلا التبرؤ منه (أنظر كيف كذبوا على أنفسهم) بنفي الشريك عنها (وضل) غاب (عنهم ما كانوا يفترون) من الشركاء (ومنهم من يستمع إليك) حين تقرأ القرآن (وجعلنا على قلوبهم أكنة) أغطية كراهة (أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا) ثقلا مانعا عن قبوله عقوبة لإصرارهم على الكفر أو كناية عن منع اللطف لسوء أفعالهم (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا (7) بها) عنادا وتقليدا (حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن) ما (هذا إلا أساطير الأولين) أكاذيبهم أي إن تكذيبهم الآيات بلغ إلى أنهم يجادلونك فيجعلون أصدق الحديث خرافات الأولين (وهم ينهون عنه) عن القرآن أو الرسول وإثباته (وينأون) يتباعدون (عنه وإن يهلكون) بذلك (إلا أنفسهم وما يشعرون) أن ضرر ذلك وبال عليهم (ولو ترى (8)) يا محمد أو أيها الرائي (إذ وقفوا على النار) أروها أو اطلعوا عليها أو أدخلوها لرأيت أمرا هائلا (فقالوا يا ليتنا نرد) إلى الدنيا (ولا نكذب (9) بآيات ربنا ونكون من المؤمنين (10) بل) للإضراب عن إرادة الإيمان المتمنى (بدا) ظهر (لهم ما كانوا يخفون من قبل) من الكفر أو القبائح بشهادة جوارحهم فتمنوا ذلك (ولو ردوا) إلى الدنيا (لعادوا لما نهوا عنه) من الكفر (وإنهم لكاذبون) في وعدهم بالإيمان (وقالوا إن هي) أي الحياة (إلا حياتنا الدنيا (11) وما نحن بمبعوثين ولو ترى إذ وقفوا على ربهم) على جزائه أو عرفوه حق التعريف أو مجاز عن حبسهم للسؤال لرأيت أمرا عظيما (قال) توبيخا لهم (أليس هذا) البعث أو الجزاء (بالحق قالوا بلى (12) وربنا) أكدوا إقرارهم بالقسم لوضوح الأمر (قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) بكفركم (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله) بالبعث وما يتبعه (حتى إذا جائتهم

(1) يؤمنون.
(2) افترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(3) يحشرهم.
(4) يقول.
(5) يكن.
(6) ربنا: بتشديد الباء بالفتح.
(7) يؤمنوا.
(8) ترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(9) نكذب: بضم الباء.
(10) وليكون: بضم النون الانية. من المؤمنين.
(11) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(12) بلى: بكسر اللام بعدها ياء.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»