تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١١٧
آمنوا سبيلا * (51) * أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * (52) * أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا * (53) * أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * (54) * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا * (55) * إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما * (56) * والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا * (57) *، إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا * (58) * يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا * (59) * ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك
____________________
آمنوا سبيلا) أرشد طريقا (أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) دافعا عنه العذاب (أم لهم نصيب من الملك) إنكار نفسي ولو كان (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) قدر نقير وهو النقطة في وسط النواة (أم يحسدون) النبي وأهل بيته نحن المحسودون (1) (على ما آتاهم الله من فضله) من النبوة والإمامة (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة) النبوة والفهم والقضاء (وآتيناهم ملكا عظيما) هو الطاعة المفروضة أو ملك يوسف وداود وسليمان فكيف يقرون بآل إبراهيم وينكرونه في آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم أسلافهم (فمنهم) من اليهود (من آمن به) بمحمد (ومنهم من صد عنه) فلم يؤمن، أو فمن أمة إبراهيم من آمن به ومنهم من كفر فلم يوهن ذلك أمره فكذا كفر هؤلاء لا يوهن أمرك (وكفى (2) بجهنم سعيرا) نارا موقدة يعذبون بها (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) بخلقها مكانها، ومدرك العذاب النفس العاصية لا الجلد وإنما هو آلة لإدراكها أو بإعادتها بنفسها على صورة أخرى كتبديل الخاتم خاتما أو بإذهاب أثر الإحراق عنها ليعود أثر الإحساس بها وسئل الصادق (عليه السلام) ما ذنب الغير؟ فقال: هي هي، وهي غيرها كلبنة كسرت ثم ردت في ملبنها (ليذوقوا العذاب) أي ليدوم إحساسهم به (إن الله كان عزيزا) لا يعجزه شئ (حكيما) في تعذيب من يعذبه (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة) من كل دنس وقذر (وندخلهم ظلا ظليلا) كنيفا لا حر فيه ولا برد أو دائما لا تنسخه الشمس وصف مؤكد كليل أليل (إن الله يأمركم (3) أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) يعم كل مكلف وكل أمانة وعنهم، (عليهم السلام) أنه أمر لكل واحد من الأئمة أن يسلم الأمر إلى من بعده (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) بالنصفة والسوية (إن الله نعما (4) يعظكم به إن الله كان سميعا) لأقوالكم (بصيرا) بأفعالكم (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) دل على وجود أولي الأمر في كل زمان بحيث يجب طاعتهم لعلمهم وفضلهم وعصمتهم ولا ينطبق إلا على مذهب الإمامية وفصل بين الله والرسول بالفعل للبينونة بين الواجب والممكن ولم يفصل بينه وبين أولي الأمر إشارة إلى أنهم واحد وعنهم (عليهم السلام): إيانا عنى خاصة أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا (فإن تنازعتم) أيها المأمورون (في شئ) من أمور الدين (فردوه) فراجعوا فيه (إلى الله) إلى محكم كتابه (والرسول) بالأخذ لسنته والمراجعة إلى من أمر بالمراجعة إليه فإنها رد إليه وقرئ فإن خفتم تنازعا في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم) (إن كنتم

(1) ههنا سقط وفي مجمع البيان هكذا وفي تفسير العياشي باسناده عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام. يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا لنا الأنفال. ولما صفوا المال. ونحن الراسخون في العلم. ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه (أم يحسدون الناس) الآية. (حرره نصر الله التقوى).
(2) وكفى: بكسر الفاء بعدها ياء.
(3) يأمركم.
(4) بسكر النون وسكون العين والميم مفتوحة مخففة ونعما بفتح النون والعين والميم مشددة.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»