تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٠٧
وما عند الله خير للأبرار * (198) * وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب * (199) * يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون * (200) * (4) سورة النساء مدنية وآياتها 176 نزلت بعد الممتحنة بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا * (1) * وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا * (2) * وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث وربع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا * (3) * وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه
____________________
لأمحون (عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله) يستحقونه منه (والله عنده حسن الثواب) على الأعمال لا يقدر عليه أحد سواه (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) خطاب للنبي أريد به الأمة أو لكل أحد أي لا تنظر إلى ما هم عليه من السعة والحظ أو لا تغتر بما ترى من تصرفهم في البلدان يتكسبون فتقلبهم (متاع قليل) في جنب ما أعد الله للمؤمنين لزواله (ثم مأواهم (1) جهنم وبئس (2) المهاد) أي ما مهدوا لأنفسهم (لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا) ما بعد النازل من الكرامة (من عند الله وما عند الله خير للأبرار) مما يتقلب فيه الفجار (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن (4) بالله) نزلت في ابن سلام وأصحابه أو غيرهم (وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم) من الكتابين (خاشعين لله) حال من فاعل يؤمن وجمع نظرا إلى المعنى (لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا) كما يفعل المحرفون (أولئك لهم أجرهم عند ربهم) الأجر المختص بهم الموعود في أولئك يؤتون أجرهم مرتين (إن الله سريع الحساب يا أيها الذين آمنوا اصبروا) على المصائب ومشاق التكاليف وعن المعاصي (وصابروا) على الفرائض أو غالبوا عدوكم في الصبر على القتال أو على مخالفة الهوى (ورابطوا) على الأئمة أو على الصلاة أي انتظروا الصلاة بعد الصلاة أو أقيموا في الثغور رابطين خيولكم مستعدين للغزو (واتقوا الله) فيما أمركم به وافترض عليكم (لعلكم تفلحون) لكي تظفروا بالبغية.
(سورة النساء مائة وست وسبعون آية مدنية) (بسم الله الرحمن الرحيم) يا أيها الناس) خطاب عام يفيد تكليف الكفار بالفروع (اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) آدم (وخلق منها زوجها) عطف على محذوف أي أنشأها وخلق منها من فضل طينتها أو من ضلعها أمكم أو على خلقكم أي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها أمكم (وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) بيان لكيفية التولد منهما روي أن الله أنزل على آدم حوراء من الجنة فزوجها أحد ابنيه وتزوج الآخر ابنة الجان (واتقوا الله الذي تساءلون به) يسأل بعضكم بعضا فيقول: أسألك بالله (والأرحام (4)) واتقوا الأرحام أن تقطعوه وهي أرحام الناس (إن الله كان عليكم رقيبا) حفيظا (وآتوا اليتامى (5) أموالهم) إذا بلغوا وآنستم منهم رشدا (ولا تتبدلوا الخبيث) الردئ من أموالكم (بالطيب) الجيد من أموالهم (ولا تأكلوا أموالهم) مضمومة (إلى أموالكم) حتى لا تفرقوا بينهما إلا قدر أجرة المثل بسبيل القرض أو الاستحقاق (إنه) أي الأكل (كان حوبا كبيرا) ذنبا عظيما (وإن خفتم ألا تقسطوا) تعدلوا (في اليتامى) يتامى النساء إذا تزوجتم بهن (فانكحوا) فتزوجوا (ما طاب) ما أحل (لكم من النساء) من غيرهن إذ كان الرجل يجد يتيمة ذات مال وجمال وتزوجها فربما جمع عنده عشرا منهن فيقتصر فيما يجب لهن أو إن

(1) ماويهم.
(2) بيس.
(3) يؤمن.
(4) والأرحام. بكسر الميم.
(5) اليتامى. بكسر الميم وبعدها ياء.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»