تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٠٣
عند الله والله بصير بما يعملون * (163) * لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين * (164) * أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير * (165) * وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين * (166) * وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للأيمن يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون * (167) * الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين * (168) * ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) * بل أحياء عند ربهم يرزقون * (169) * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (170) * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين * (171) * الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا
____________________
ما صح (لنبي أن يغل (1)) يخون في الغنيمة، فقدت يوم بدر قطيفة حمراء من الغنيمة فقال رجل ما أظن إلا رسول الله أخذها فنزلت (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) يأتي بالذي غل يحمله على ظهره كما في الخبر أو بما حمل من وباله (ثم توفي (2) كل نفس ما كسبت) تعطى جزاءه وافيا ولم يقل يوفى ما كسبت للمبالغة فإنه إذا كان كل كاسب مجزيا بعمله شمل الحكم الغال وغيره (وهم لا يظلمون أفمن اتبع رضوان الله) بالطاعة (كمن باء بسخط من الله) بالمعصية (ومأواه (4) جهنم وبئس (5) المصير) يفرق بينه وبين المرجع بمخالفته للحالة الأولى بخلاف المرجع (هم درجات عند الله) أي متفاوتون في الثواب والعقاب تفاوت الدرجات أو ذوو درجات (والله بصير بما يعملون) عليم بأعمالهم ودرجاتها يجازيهم بحسبها (لقد من الله على المؤمنين (6)) خصوا مع عموم نعمة البعث لأنهم المنتفعون بها (إذ بعث فيهم (7) رسولا من أنفسهم) عربيا مثلهم ليسهل عليهم فهم كلامه أو من نسبهم ليكونوا عارفين صدقه (يتلو عليهم (8) آياته) القرآن وكانوا من قبل جهالا لم يسمعوا وحيا (ويزكيهم (9)) يطهرهم من دنس العقائد والأعمال (ويعلمهم الكتاب والحكمة) القرآن والسنة (وإن كانوا من قبل) قبل بعثه (لفي ضلال مبين) ظاهر (أولما أصابتكم مصيبة) الهمزة للتقريع والواو عطف الجملة على قصة أحد ولما ظرف قلتم مضاف إلى أصابتكم أي حين أصابتكم مصيبة وهي قتل سبعين منكم بأحد والحال أنكم (قد أصبتم مثليها) ضعفها ببدر (قلتم أنى (10) هذا) من أين هذا أصابنا وقد وعدنا النصر (قل هو من عند أنفسكم) أنتم السبب فيه لترككم المركز أو لاختياركم الخروج من المدينة أو الفداء يوم بدر (إن الله على كل شئ قدير) فيقدر على النصر ومنعه (وما أصابكم يوم التقى الجمعان) بأحد (فبإذن الله) بتخلية الكفار سميت إذنا لأنها من لوازمه (وليعلم المؤمنين (11) وليعلم الذين نافقوا) ليتميز الفريقان فيظهر إيمان المؤمنين وكفر المنافقين (وقيل لهم) عطف على نافقوا أو كلام مبتدأ (تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا) خيروا بين أن يقاتلوا للآخرة أو للدفع عن أنفسهم أو المعنى قاتلوا العدو أو ادفعوا بتكثيركم سواد المجاهدين فإن كثرة السواد مما يروعهم (قالوا لو نعلم) لو نحسن (قتالا لاتبعناكم) أو لو نعلم ما يسمى قتالا لاتبعناكم فيه لكنه ليس بقتال بل إلقاء النفس إلى التهلكة (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان) أي هذا القول أمارة كفرهم، أو أنه تقوية لقول المشركين (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون) من النفاق (الذين قالوا لإخوانهم) لأجلهم يعني من قتل بأحد من جنسهم وأقاربهم (وقعدوا) أي قالوا وقد قعدوا عن القتال (لو أطاعونا) على القعود (ما قتلوا) كما لم نقتل (قل فادرؤا) فادفعوا (عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين) أنكم تقدرون على دفع الموت وأسبابه عمن كتب عليه

(1) لنبي أن يغل: بضم الياء وفتح الغين.
(2) توفى. بكسر الفاء المشددة بعدها ياء.
(3) رضوان. بضم الراء.
(4) وماويه.
(5) وبيس.
(6) المؤمنين.
(7) فيهم: بضم الهاء.
(8) عليهم. بضم الهاء.
(9) ويزكيهم. بضم الهاء.
(10) إني. بكسر النون المشددة.
(11) المؤمنين.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»