تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٠٥
قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق * (181) * ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد * (182) * الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين * (183) * فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات والزبر والكتب المنير * (184) * كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متع الغرور * (185) *، لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور * (186) * وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون * (187) * لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم * (188) * ولله ملك
____________________
شيئا ولهم عذاب أليم) تكرير للتأكيد أو عام والأول خاص بالمنافقين أو المرتدين (ولا يحسبن (1) الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما) استيناف يعلل ما قبله وما كافة واللام للعاقبة (ولهم عذاب مهين ما كان الله ليذر) ليترك (المؤمنين على ما أنتم عليه) من اختلاط (حتى يميز (2)) بالتخفيف والتشديد (الخبيث من الطيب) بإخبار الرسول بأحوالكم أو بالتكاليف الصعبة كبذل النفس والمال لله ليظهر به ما تظهرون (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) فتعرفوا الإخلاص والنفاق (ولكن الله يجتبي من رسله) يختار لرسالته (من يشاء فآمنوا بالله ورسله) مخلصين (وإن تؤمنوا (3)) حق الإيمان (وتتقوا) النفاق (فلكم أجر عظيم) على ذلك (ولا يحسبن) بالتاء والياء (الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو) البخل (شر لهم) ويفسره (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) يلزمون وباله إلزام الطوق، وعنه (عليه السلام): ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل في عنقه شجاع يوم القيامة وتلاها (ولله ميراث السماوات والأرض) يرث ما يمنعونه ويبقى عليهم وباله (والله بما تعملون) من إعطاء ومنع (خبير) فيجازيهم به وقرئ بالتاء على الالتفات (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) قالته اليهود حين سمعوا من ذا الذي يقرض الله أي أنه لم يخف عليه وأنه أعد لهم العقوبة (سنكتب (4) ما قالوا) في صحف الحفظة أو نحفظه في علمنا وقرنه بقوله (وقتلهم الأنبياء (5) بغير حق) بيانا بأنهما في العظم سيان فإن هذا ليس بأول عظيمة اجترحوها وأن من قتل الأنبياء لم يستبعد منه هذا القول وقرئ سيكتب بالياء مجهولا (ونقول (6) ذوقوا عذاب الحريق ذلك) العذاب (بما قدمت أيديكم) من المعاصي وذكر الأيدي لأن أكثر الأعمال بها (وأن الله ليس بظلام للعبيد) إن عذب فبعدله (الذين قالوا) هم جماعة من اليهود (إن الله عهد إلينا) في التوراة (أن) بأن (لا نؤمن (7) لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله (8) النار) كانت هذه معجزة لأنبياء بني إسرائيل أن يقرب بقربان فيدعوا النبي فتنزل نار من السماء فيحترق قربان من قبل منه (قل) في إلزامهم (قد جاءكم رسل من قبلي) كزكريا ويحيى (بالبينات) الموجبة للتصديق (وبالذي قلتم) واقترحتم (فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين) أنكم تؤمنون بذلك (فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات) تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تكذيب قومه واليهود (والزبر) وقرئ وبالزبر جمع زبور والكتاب المتضمن للحكم والزواجر (والكتاب (9) المنير) التوراة والإنجيل والزبور (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) تعطون جزاء أعمالكم (فمن زحزح) نجي (عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) فاز ظفر بالبغية (وما الحياة الدنيا) وشهوتها (إلا متاع الغرور لتبلون) لتمتحن (في أموالكم) بإخراج الزكاة (وأنفسكم) بالتوطين على الصبر بالقتل والأسر والجراح والمصائب (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم

(1) يحسبن بكسر السين أو بالتاء المفتوحة في أوله.
(2) يميز. بضم الياء الأولى وتشديد الثانية بالكسر وفتح الميم.
(3) تؤمنوا.
(4) سيكتب. بضم الياء وفتح التاء.
(5) وقتلهم. بضم اللام الأنبياء.
(6) ويقول.
(7) لا نومن.
(8) تأكله.
(9) وبالكتاب.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»