والتعبير عنه بقوله: " صاحبكم " كما تقدم توضيحه، كذا قيل.
وفي مطاوي كلامه تعالى من نعوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكريمة مالا يرتاب معه في أفضليته صلى الله عليه وآله وسلم على جميع الملائكة، وقد أسجد الله الملائكة كلهم أجمعين للانسان الذي هو خليفته في الأرض.
قوله تعالى: " ولقد رآه بالأفق المبين " ضمير الفاعل في " رآه " للصاحب وضمير المفعول للرسول الكريم وهو جبريل.
والأفق المبين الناحية الظاهرة، والظاهر أنه الذي أشار إليه بقوله: " وهو بالأفق الاعلى " النجم: 7.
والمعنى وأقسم لقد رآى النبي صلى الله عليه وآله وسلم جبريل حال كون جبريل كائنا في الأفق المبين وهو الأفق الاعلى من سائر الآفاق بما يناسب عالم الملائكة.
وقيل: المعنى لقد رآى صلى الله عليه وآله وسلم جبريل على صورته الأصلية حيث تطلع الشمس وهو الأفق الاعلى من ناحية المشرق.
وفيه أن لا دليل من اللفظ يدل عليه وخاصة في تعلق الرؤية بصورته الأصلية ورؤيته في أي مثال تمثل به رؤيته، وكأنه مأخوذ مما ورد في بعض الروايات أنه رآه في أول البعثة وهو بين السماء والأرض جالس على كرسي، وهو محمول على التمثل.
قوله تعالى: " وما هو على الغيب بضنين " الضمير للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمراد بالغيب الوحي النازل عليه، والضنين صفة مشبهة من الضن بمعنى البخل يعني أنه صلى الله عليه وآله وسلم لا يبخل بشئ مما يوحي إليه فلا يكتمه ولا يحسبه ولا يغيره بتبديل بعضه أو كله شيئا آخر بل يعلم الناس كما علمه الله ويبلغهم ما امر بتبليغه.
قوله تعالى: " وما هو بقول شيطان رجيم " نفي لاستناد القرآن إلى إلقاء شيطان بما هو أعم من طريق الجنون فإن الشيطان بمعنى الشرير والشيطان الرجيم كما أطلق في كلامه تعالى على إبليس وذريته كذلك أطلق على أشرار سائر الجن قال تعالى: " قال فاخرج منها فإنك رجيم " ص: 77، وقال: " وحفظناها من كل شيطان رجيم " الحجر: 17.
فالمعنى أن القرآن ليس بتسويل من إبليس وجنوده ولا بإلقاء من أشرار الجن كما يلقونه على المجانين.
قوله تعالى: " فأين تذهبون " أوضح سبحانه في الآيات السبع المتقدمة ما هو الحق في