تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ١٨٠
إذا أسرع في جريه، وقيل: المراد بها الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها من الأبدان سلا رفيقا ثم يدعونها حتى يستريح كالسابح بالشئ في الماء يرمي، وقيل: هي الملائكة ينزلون من السماء مسرعين، وقيل: هي النجوم تسبح في فلكها كما قال تعالى: " وكل في فلك يسبحون ".
وقيل: هي خيل الغزاة تسبح في عدوها وتسرع، وقيل: هي المنايا تسبح في نفوس الحيوان، وقيل: هي السفن تسبح في المياه، وقيل: السحاب، وقيل: دواب البحر.
وقوله: " فالسابقات سبقا " قيل المراد بها مطلق الملائكة لأنها سبقت ابن آدم بالخير والايمان والعمل الصالح، وقيل ملائكة الموت تسبق بروح المؤمن إلى الجنة وبروح الكافر إلى النار، وقيل الملائكة القابضون لروح المؤمن تسبق بها إلى الجنة، وقيل، ملائكة الوحي تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء، وقيل أرواح المؤمنين تسبق إلى الملائكة التي يقبضونها شوقا إلى لقاء الله سبحانه، وقيل هي النجوم تسبق بعضها بعضا في السير، وقيل هي خيل الغزاة تسبق بعضها بعضا في الحرب، وقيل هي المنايا تسبق الآمال.
وقوله: " فالمدبرات أمرا قيل: المراد بها مطلق الملائكة المدبرين للأمور، كذا فسر الأكثرون حتى ادعى بعضهم اتفاق المفسرين عليه، وقيل المراد بها الملائكة الأربعة المدبرون لأمور الدنيا: جبرائيل وميكائيل وعزرائيل وإسرافيل، فجبرائيل يدبر أمر الرياح والجنود والوحي، وميكائيل يدبر أمر القطر والنبات، وعزرائيل موكل بقبض الأرواح، وإسرافيل يتنزل بالامر عليهم وهو صاحب الصور، قيل: إنها الأفلاك يقع فيها أمر الله فيجري بها القضاء في الدنيا.
وهناك قول بأن الأقسام في الآيات بمضاف محذوف والتقدير ورب النازعات نزعا الخ.
وأنت خبير بأن سياق الآيات الخمس سياق واحد متصل متشابه الاجزاء لا يلائم كثيرا من هذه الأقوال القاضية باختلاف المعاني المقسم بها ككون المراد بالنازعات الملائكة القابضين لأرواح الكفار، وبالناشطات الوحش، وبالسابحات السفن، وبالسابقات المنايا تسبق الآمال وبالمدبرات الأفلاك.
مضافا إلى أن كثيرا منها لا دليل عليها من جهة السياق إلا مجرد صلاحية اللفظ
(١٨٠)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الحرب (1)، الخمس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست