تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٧٠
عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إني سمعته يقول: إني أحدثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أن يعيه. ثم أقبل علينا فقال: ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا إلا كان الله أحكم وأجود وأمجد من أن يعود في عقابه يوم القيامة.
ثم قال: وقد يبتلي الله عز وجل المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله ثم تلا هذه الآية: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وحثا بيده ثلاث مرات.
وفي الكافي بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب وذلك قول الله عز وجل في كتابه: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) قال: ثم قال: وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به.
أقول: وروى هذا المعنى بطريق آخر عن مسمع عنه عليه السلام، وروى مثله في الدر المنثور عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولفظه: لما نزلت هذه الآية (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده ما من خدش عود ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر.
وفي الكافي أيضا بإسناده عن علي بن رئاب قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله عزو جل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته عليه السلام من بعده أهو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوب إلى الله ويستغفر في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها.
وفي المجمع روي عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير آية في كتاب الله هذه الآية. يا علي ما من خدش عود ولا نكبة قدم إلا بذنب، وما عفى الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه، وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده.
أقول: ورواه في الدر المنثور عن عدة من أرباب الجوامع عن علي عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله وسلم، وفحوى الرواية أن قوله تعالى: (وما أصابكم) الآية خاص بالمؤمنين والخطاب
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست