تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٧٢
عليه السلام قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل فقال: يا رسول الله إن أبي عمد إلى مملوك لي فأعتقه كهيئة المضرة لي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت ومالك من هبة الله لأبيك أنت سهم من كنانته (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما) جازت عتاقة أبيك يتناول والدك من مالك وبدنك وليس لك أن تتناول من ماله ولا من بدنه شيئا إلا بإذنه.
أقول: وهذا المعنى مروي عن الرضا عليه السلام في جواب مسائل محمد بن سنان في العلل ومروي من طرق أهل السنة عن عائشة عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم - 51.
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم - 52. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور - 53.
(بيان) تتضمن الآيات آخر ما يفيده سبحانه في تعريف الوحي في هذه السورة وهو تقسيمه إلى ثلاثة أقسام: وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ثم يذكر أنه يوحي إليه صلى الله عليه وآله وسلم ما يوحي، على هذه الوتيرة وأن ما أوحي إليه منه تعالى لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ذلك من نفسه بل هو نور يهدي به الله من يشاء من عباده ويهدي به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإذنه.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست