وقوله: (ألا إن الظالمين في عذاب مقيم) تسجيل عليهم بالعذاب وأنه دائم غير منقطع، وجوز أن يكون من تمام كلام المؤمنين.
قوله تعالى: (وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله) الخ، هذا التعبير أعني قوله: (وما كان لهم) الخ، دون أن يقال: وما لهم من ولي كما قيل أولا للدلالة على ظهور بطلان دعواهم ولاية أوليائهم في الدنيا وأن ذلك كان باطلا من أول الامر.
وقوله: (ومن يضلل الله فما له من سبيل) صالح لتعليل صدر الآية وهو كالنتيجة لجميع ما تقدم من الكلام في حال الظالمين في عقباهم، ونوع انعطاف إلى ما سبق من حديث تشريع الشريعة والسبيل بالوحي.
فهو كناية عن أنه لا سبيل إلى السعادة إلا سبيل الله الذي شرعه لعباده من طريق الوحي والرسالة فمن أضله عن سبيله لكفره وتكذيبه بسبيله فلا سبيل له يهتدي به إلى سعادة العقبى والتخلص من العذاب والهلاك.
قوله تعالى: (استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجا يومئذ وما لكم من نكير) دعوة وإنذار بيوم القيامة المذكور في الآيات السابقة على ما يعطيه السياق، وقول بعضهم: إن المراد باليوم يوم الموت غير وجيه.
وفي قوله: (لا مرد له من الله) (لا) لنفي الجنس و (مرد) اسمه و (له) خبره و (من الله) حال من (مرد) والمعنى: يوم لا رد له من قبل الله أي إنه مقضي محتوم لا يرده الله البتة فهو في معنى ما تكرر في كلامه تعالى من وصف يوم القيامة بأنه لا ريب فيه.
وقد ذكروا للجملة أعني قوله: (يوم لا مرد له من الله) وجوها أخر من الاعراب لا جدوى في نقلها.
وقوله: (ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير) الملجأ الملاذ الذي يلتجأ إليه والنكير - كما قيل - مصدر بمعنى الانكار، والمعنى: ما لكم من ملاذ تلتجئون إليه من الله وما لكم من إنكار لما صدر منكم لظهور الامر من كل جهة.
قوله تعالى: (فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ) عدول من خطابهم إلى خطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاعلام أن ما حمله من الامر إنما هو التبليغ