تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٥٩
وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون - 70. قل أرأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون - 71.
قل أرأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من آله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون - 72. ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون - 73. ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون - 74. ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون - 75.
(بيان) تذكر الآيات عذرا آخر مما اعتذر به مشركو مكة عن الايمان بكتاب الله بعد ما ذكرت عذرهم السابق: (لولا أوتى مثل ما أوتى موسى) وردته وهو قولهم: ان آمنا بما جاء به كتابك من الهدى وهو دين التوحيد تخطفنا مشركو العرب من أرضنا بالقتل والسبي والنهب وسلب الامن والسلام.
فرده تعالى بأنا جعلنا لهم حرما آمنا يحترمه العرب ويجبى إليه ثمرات كل شئ فلا موجب لخوفهم من تخطفهم.
على أن تنعمهم بالأموال والأولاد وبطر معيشتهم لا يضمن لهم الامن من الهلاك حتى يرجحوه على اتباع الهدى فكم من قرية بطرت معيشتها أهلكها الله واستأصلها وورثها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم الا قليلا.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست