تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٥٧
أقول: وروى مثله باسناده عن المعلى عن أبي عبد الله عليه السلام وهو من الجري أو من البطن.
وفى المجمع في قوله تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب) الآيات، نزل قوله:
(الذين آتيناهم الكتاب) وما بعده في عبد الله بن سلام وتميم الداري والجارود والعبدي وسلمان الفارسي فإنهم لما أسلموا نزلت فيهم الآيات. عن قتادة.
وقيل: نزلت في أربعين رجلا من أهل الإنجيل كانوا مسلمين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه اثنان وثلاثون من الحبشة أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب وقت قدومه وثمانية قدموا من الشام منهم بحيرا وأبرهة والأشرف وأيمن وإدريس ونافع وتميم.
أقول: وروى غير ذلك.
وفيه في معنى قوله تعالى: (ويدرؤن بالحسنة السيئة) وقيل: يدفعون بالحلم جهل الجاهل. عن يحيى بن سلام، ومعناه يدفعون بالمداراة مع الناس أذاهم عن أنفسهم، وروى مثل ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
وفى الدر المنثور أخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال: لما حضرت وفاة أبى طالب أتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا عماه قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها عند الله يوم القيامة، فقال: لولا أن يعيرني قريش يقولون ما حمله عليها الا جزعه من الموت لا قررت بها عليك فأنزل الله عليه: (انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين).
أقول: وروى ما في معناه عن ابن عمر وابن المسيب وغيرهما، وروايات أئمة أهل البيت عليهم السلام مستفيضة على ايمانه والمنقول من اشعار مشحون بالاقرار على صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحقية دينه، وهو الذي آوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم صغيرا وحماه بعد البعثة وقبل الهجرة فقد كان أثر مجاهدته وحده في حفظ نفسه الشريفة في العشر سنين قبل الهجرة يعدل أثر مجاهدة المهاجرين والأنصار بأجمعهم في العشر سنين بعد الهجرة.
* * * وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أو لم نمكن
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست