تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٦٨
آخر الزمان كما تقدمت الإشارة إليه في تفسير قوله: (ولكل أمة رسول) الآية، يونس: 47.
وكيف كان فالمراد بالآيتين استعجال المشركين بالفتح والجواب أنه فتح لا ينفع حال الذين كفروا ايمانهم لأنه ظرف لا ينفع نفسا ايمانها ولا أن العذاب يمهلهم وينظرهم.
قوله تعالى: (فأعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون) أمر بالاعراض عنهم وانتظار الفتح كما أنهم ينتظرون وانما كانوا منتظرين موته أو قتله صلى الله عليه وآله وسلم وبالجملة انقطاع دابر دعوته الحقة فلينتظر هو كما هم ينتظرون حتى يظهر الله الحق على الباطل والمحق على المبطل.
ومن هذا السياق يظهر أن المراد بالفتح الفتح الدنيوي.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع)، قال: هم الذين لا ينامون قبل العشاء فأثنى عليهم فلما ذكر ذلك جعل الرجل يعتزل فراشه مخافة أن تغلبه عينه فوقتها قبل أن ينام الصغير ويكسل الكبير.
أقول: ورواها أيضا فيه بطرق أخرى موصولة وموقوفة، وروى صدر الحديث الشيخ في أماليه بالاسناد عن الصادق عليه السلام في الآية ولفظه كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة.
وفى الكافي باسناده عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال: ألا أخبرك بالاسلام أصله وفرعه وذروة سنامه؟ قلت: بلى جعلت فداك. قال: أما أصله فالصلاة وفرعه الزكاة وذروة سنامه الجهاد.
ثم قال: ان شئت أخبرتك بأبواب الخير: قلت: نعم جعلت فداك. قال:
الصوم جنة والصدقة تذهب بالخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يذكر الله ثم قرأ:
(تتجافى جنوبهم عن المضاجع).
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست