نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا - 7.
ليسئل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما - 8.
(بيان) تتضمن السورة تفاريق من المعارف والاحكام والقصص والعبر والمواعظ وفيها قصة غزوة الخندق وإشارة إلى قصة بنى القريظة من اليهود، وسياق آياتها يشهد بأنها مما نزلت بالمدينة.
قوله تعالى: (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما) أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بتقوى الله وفيه تمهيد للنهي الذي بعده (ولا تطع الكافرين والمنافقين).
وفى سياق النهى - وقد جمع فيه بين الكافرين والمنافقين ونهى عن اطاعتهم - كشف عن أن الكافرين كانوا يسألونه أمرا لا يرتضيه الله سبحانه وكان المنافقون يؤيدونهم في مسألتهم ويلحون، أمرا كان الله سبحانه بعلمه وحكمته قد قضى بخلافه وقد نزل الوحي الإلهي بخلافه، أمرا خطيرا لا يؤمن مساعدة الأسباب على خلافه الا أن يشاء الله فحذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن اجابتهم إلى ملتمسهم وأمر بمتابعة ما أوحى الله إليه والتوكل عليه.
وبهذا يتأيد ما ورد في أسباب النزول أن عدة من صناديد قريش بعد وقعة أحد دخلوا المدينة بأمان من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتركهم وآلهتهم فيتركوه وإلهه فنزلت الآيات ولم يجبهم النبي إلى ذلك وسيأتي في البحث الروائي التالي.
وبما تقدم ظهر وجه تذييل الآية بقوله: (ان الله كان عليما حكيما) وكذا تعقيب الآية بالآيتين بعدها.
قوله تعالى: (واتبع ما يوحى إليك من ربك ان الله كان بما تعملون خبيرا)