تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٢٨
والده شيئا ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور - 33. ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير - 34.
(بيان) رجوع إلى ما قبل القصة من آيات الوحدانية ونفى الشريك وأدلتها المنتهية إلى قوله: (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين).
قوله تعالى: (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) رجوع إلى ما قبل قصة لقمان وهو الدليل على أن الخطاب للمشركين وان كان ذيل الآية يشعر بعموم الخطاب.
وعليه فصدر الآية من تتمة كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتصل بقوله: (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) ولا التفات في قوله: (أ لم تروا).
وعلى تقدير كونه من كلامه تعالى ففي قوله: (ألم تروا) التفات من سياق الغيبة الذي في قوله: (بل الظالمون في ضلال مبين) إلى الخطاب، والالتفات في مثل هذه الموارد يكون لاشتداد وجد المتكلم وتأكد غيظه من جهل المخاطبين وتماديهم في غيهم بحيث لا ينفعهم دلالة ولا ينجح فيهم إشارة فيواجهون بذكر ما هو بمرئى منهم ومسمع لعلهم يتنبهوا عن نومتهم وينتزعوا عن غفلتهم.
وكيف كان فالمراد بتسخير السماوات والأرض للانسان وهم يرون ذلك ما نشاهده من ارتباط أجزاء الكون بعضها ببعض في نظام عام يدبر أمر العالم عامة والانسان خاصة لكونه أشرف أجزاء هذا العالم المحسوس بما فيه من الشعور والإرادة فقد سخر الله الكون لأجله.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست