تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢١٩
فالمعنى: لا تعرض بوجهك عن الناس تكبرا ولا تمش في الأرض مشية من اشتد فرحه ان الله لا يحب كل من تأخذه الخيلاء - وهو التكبر بتخيل الفضيلة - ويكثر من الفخر. وقال بعضهم ان معنى: (لا تصعر خدك للناس) لا تلو عنقك لهم تذللا عند الحاجة وفيه أنه لا يلائمه ذيل الآية.
قوله تعالى: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر الأصوات لصوت الحمير) القصد في الشئ الاعتدال فيه والغض - على ما ذكره الراغب - النقصان من الطرف والصوت فغض الصوت النقص والقصر فيه.
والمعنى: وخذ بالاعتدال في مشيك وبالنقص والقصر في صوتك ان أنكر الأصوات لصوت الحمير لمبالغتها في رفعه.
(بحث روائي) في الكافي باسناده عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول:
ان من الكبائر عقوق الوالدين واليأس من روح الله والامن من مكر الله وقد روى:
أكبر الكبائر الشرك بالله.
وفى الفقيه في الحقوق المروية عن سيد العابدين ع: حق الله الأكبر عليك أن تعبده ولا تشرك به شيئا فإذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة.
قال: وأما حق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطى أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فإنك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه.
وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك فإنك لولاه لم تكن فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة الا بالله.
وفى الكافي باسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال: جاء رجل
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست