تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٠١
* * * الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون - 48. وان كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين - 49. فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحيى الأرض بعد موتها ان ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شئ قدير - 50. ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون - 51. فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين - 52.
وما أنت بهاد العمى عن ضلالتهم ان تسمع الا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون - 53.
(بيان) هذا هو الفصل الثالث من الآيات المحتجة من طريق أفعاله تعالى وان شئت فقل:
أسماء أفعاله وعمدة غرضها الاحتجاج على المعاد، ولما كان عمدة انكارهم وجحودهم متوجها إلى المعاد وبانكاره يلغو الاحكام والشرائع فيلغو التوحيد عقب الاحتجاج بايئاس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمره بأن يشتغل بدعوة في نفسه استعداد الايمان وصلاحية الاسلام والتسليم للحق.
قوله تعالى: (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء) إلى آخر الآية، الإثارة التحريك والنشر والسحاب الغمام والسماء جهة العلو فكل ما علاك وأظلك فهو سماء والكسف بالكسر فالفتح جمع كسفة وهي القطعة والودق
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست