تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٠٠
نفسه فلا يرد عليه محذور لزوم كونه تعالى مغلوبا في نفسه مقهورا محكوما لغيره.
وقوله: (فانتقمنا من الذين أجرموا) الفاء فصيحة أي فآمن بعضهم وأجرم آخرون فانتقمنا من المجرمين وكان حقا علينا نصر المؤمنين بانجائهم من العذاب واهلاك مخالفيهم، وفى الآية بعض الاشعار بأن الانتقام من المجرمين لأجل المؤمنين فإنه من النصر.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) قال: في البر فساد الحيوان إذا لم يمطر وكذلك هلاك دواب البحر بذلك، وقال الصادق عليه السلام: حياة دواب البحر بالمطر فإذا كف المطر ظهر الفساد في البر والبحر، وذلك إذا كثرت الذنوب والمعاصي.
أقول: وهو من الجري.
وفى روضة الكافي باسناده عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل) فقال: عنى بذلك أي انظروا في القرآن فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم).
وفى المجمع في قوله: (ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون) روى منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان العمل الصالح ليسبق صاحبه إلى الجنة فيمهد له كما يمهد لأحدهم خادمه فراشه.
وفيه وجاءت الرواية عن أم الدرداء أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
ما من امرء يرد عن عرض أخيه الا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة ثم قرأ: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).
أقول: ورواه في الدر المنثور عن ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست