تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢١٢
لم يقدروا على إراءة شئ ثبت بذلك وحدانيته تعالى في ألوهيته وربوبيته.
وانما كلفهم بإراءة شئ من خلق آلهتهم - وهم يعترفون أن الخلق لله وحده ولا يسندون إلى آلهتهم خلقا وانما ينسبون إليهم التدبير فقط، لأنه نسب إلى الله خلقا هو بعينه تدبير من غير انفكاك، فلو كان لآلهتهم تدبير في العالم كان لهم خلق ما يدبرون أمره وإذ ليس لهم خلق فليس لهم تدبير فلا إله إلا الله ولا رب غيره.
وقد سيقت الآية خطابا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لان نوع هذا الخطاب (فأروني ماذا خلق الذين من دونه) لا يستقيم من غيره صلى الله عليه وآله وسلم.
(بحث روائي) في المجمع: نزل قوله تعالى: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) في النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد الدار بن قصي بن كلاب كان يتجر فيخرج إلى فارس فيشترى أخبار الأعاجم ويحدث بها قريشا ويقول لهم: ان محمدا يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة فيستمعون حديثه ويتر كون استماع القرآن. عن الكلبي.
أقول: وروى هذا المعنى في الدر المنثور عن البيهقي عن ابن عباس، ولا يبعد أن يكون ذلك سبب نزول تمام السورة كما تقدمت الإشارة إليه.
وفى المعاني باسناده عن يحيى بن عبادة عن أبي عبد الله ع قلت: قوله عز وجل: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) قال: منه الغنا.
أقول: وروى هذا المعنى في الكافي باسناده عن مهران عنه ع، وباسناده عن الوشا عن الرضا عنه عليهما السلام، وباسناده عن الحسن بن هارون عنه ع.
وفى الكافي باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول:
الغنا مما أوعد الله عليه النار وتلا هذه الآية: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين).
وفيه باسناده عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر ع عن كسب المغنيات
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست