تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ١٦٦
يلائم النفس فإن حقيقة هذه التحية بسط الامن والسلامة على المسلم عليه وهو أطيب أمر يشترك فيه المجتمعان.
ثم ختم سبحانه الآية بقوله: " كذلك يبين الله لكم الآيات " وقد مر تفسيره " لعلكم تعقلون " أي تعلموا معالم دينكم فتعملوا بها كما قيل.
قوله تعالى: " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه " ذكر قوله " الذين آمنوا بالله ورسوله " بيانا للمؤمنين على ظهور معناه للدلالة على اتصافهم بحقيقة المعنى أي إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله بحقيقة الايمان وأيقنوا بتوحده تعالى واطمأنت نفوسهم وتعلقت قلوبهم برسوله.
ولذلك عقبه بقوله: " وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه " والامر الجامع هو الذي يجمع الناس للتدبر في أطرافه والتشاور والعزم عليه كالحرب ونحوها.
والمعنى: وإذا كانوا مع الرسول بالاجتماع عنده على أمر من الأمور العامة لم يذهبوا ولم ينصرفوا من عند الرسول حتى يستأذنوه للذهاب.
ولذلك أيضا عقبه بقوله: " إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله " وهو بمنزلة عكس صدر الآية للدلالة على الملازمة وعدم الانفكاك.
وقوله: " فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم " تخيير منه تعالى لرسوله في أن يأذن لمن شاء ولا يأذن لمن لم يشأ.
وقوله: " واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم " أمر له بالاستغفار لهم تطييبا لنفوسهم ورحمة بهم.
قوله تعالى: " لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " إلى آخر الآية دعاء الرسول هو دعوته الناس إلى أمر من الأمور كدعوتهم إلى الايمان والعمل الصالح، ودعوتهم ليشاورهم في أمر جامع، ودعوتهم إلى الصلاة جامعة، وأمرهم بشئ في أمر دنياهم أو أخراهم فكل ذلك دعاء ودعوة منه ص.
ويشهد بهذا المعنى قوله ذيلا: " قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا " وما
(١٦٦)
مفاتيح البحث: الأكل (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست